Wednesday 21/05/2014 Issue 15210 الاربعاء 22 رجب 1435 العدد
21-05-2014

المخدرات بوابة الانهيار

أصبحت مشكلة الإدمان تكلّف الدولة سنوياً مليارات الريالات في برامج علاجية دوائية وتأهيلية للمرضى، بجانب المشاكل الأمنية والاجتماعية. ذلك ما صرّح به الدكتور محيي بن عبد الله القرني استشاري الطب النفسي وطب المواد المحظورة بجامعة الباحة

حيث أجرى الدكتور دراسة علمية بحثية على عينة عشوائية ضمت أكثر من 300 مريض ومراجع لمستشفى الصحة النفسية بالباحة، استمرت مدة عام كامل، من نتيجتها أن نسبة الإدمان على المواد المحظورة بلغت ما يقارب 21% من هؤلاء المرضى، وأكثر المدمنين في سن الشباب من فئة الذكور وأكثرهم عاطلون عن العمل وغير متزوجين، أو مطلقون، ومعظمهم يحملون مؤهلات علمية ودراسية متدنية. دراسة الدكتور القرني أول دراسة بحثية في المنطقة، وقد كشفت أن أكثر المواد استخداماً وشيوعاً مادة الأمفيتامين أو الكبتاجون تليها مادة القنب «الحشيش» بعدها المطمئنات الصغرى والبنزاودايزيين. دراسة لا شك مهمة وثرية، لكن يبقى السؤال الفصل: ماذا بعد أمثال هذه الدراسات وبعد المسح المستمر للإدمان والواقع يشير إلى تفشي الظاهرة التي لم تعد ظاهرة إنما قضية ومشكلة تؤرّقنا وتجعلنا قلقين على مستقبل شباب وشابات المملكة. قبل مكافحة الإدمان ينبغي محاربة المخدرات ومروّجي المخدرات، حيث مهما نشرت وسائل الإعلام عن كشف لخلية مهربين أو مداهمة أوكار لهم فإن ما تم كشفه وما أمكن مداهمته يشكِّل أقل القليل مما لم تتوصل إليه الجهات المسئولة من مخططات تتستر على مخططات تتستر عليها مخططات أخرى بالتالي الذي نحتاجه أن تبدأ المكافحة من الأعلى للأسفل وليس العكس من الأسفل للأعلى، حيث إذا تم القضاء على «الأعلى» مباشرة تداعى «الأسفل» بسهولة وانهار. من عقوبات مهرب المخدرات القتل وهي عقوبة رادعة بقوة بينما السؤال على من يقع القتل ومن الذي، بطريقة أو بأخرى ينجو منه، من القتل؟! غير المهرّب هناك المروّج والمتعاطي لكل منهم العقاب الذي يستحق جراء ما أقدم عليه من فعل علماً بأن الهدف ليس العقاب لمجرد العقاب، بل الهدف ردعه وردع غيره من أن يفعل الذي فعله المهرّب أو المروّج والمتعاطي، لكن هل العقوبات التي يتم تنفيذها ساهمت في الحد من التهريب والترويج والتعاطي؟! الإحصاءات هي التي تحدد إذا كانت ساهمت أو لم تساهم. وغير الإحصاءات هناك سهولة أو صعوبة الحصول عليه، حيث متى ما كان إمكانية الحصول على الشيء سهلاً يعني أنه متوفر «تهريباً» ويمكن الحصول عليه بسهولة «ترويجاً» بالتالي ما المانع من استعماله و»تعاطيه» أو تجريبه عند من لم يجربه من قبل طالما أغلب من يحتك بهم يتعاطونه، فبعد أن كانت ظاهرة نادرة أصبح أمراً متفشياً نخافه ونرتاب منه على بناتنا وأبنائنا. وسائل التخريب والدمار تجاوزالوسائل التقليدية أو البدائية التي كنتم تخشونها وتخافون منها. كانت الأسر المحافظة سابقاً لا تزوّج المدخن! كيف حال الموقف من التدخين الآن في مقابل تفشي ما هو أخطر منه وأفتك؟! ما هي شروط الأسر المحافظة لاحقاً وخلال الأعوام القادمة أو الأجيال القادمة؟! أشياء كثيرة بدأت وتبدأ في المجتمعات «رعب» وتنتهي إلى «عادة» لأن الأكثرية تعاطوها أو تعاملوا بها، ثم ينتقلون منها لرعب آخر مع الزمن يصبح عادة وهكذا طالما أساليب المنع والمكافحة والردع لا تأتي بحجم ومستوى الفعل الحاصل وخطورته الحالية والمستقبلية. المخدرات بأنواعها بداية الانهيار فهل ننتظر حتى ننهار؟!

bela.tardd@gmail.com -- -- p.o.Box: 10919 - dammam31443

Twitter: @HudALMoajil

مقالات أخرى للكاتب