Wednesday 21/05/2014 Issue 15210 الاربعاء 22 رجب 1435 العدد
21-05-2014

(الأعشى) في الصين !

يبدو أن الصينين تأثروا بمسلسل (درب الزلق) عندما ابتدع (حسينوه) و(قحطه) أول فكرة في العصر الحديث لشراء الأهرامات من (فؤاد بيه) ونقلها للكويت، حيث قامت جهات سياحية صينية بتطبيق الفكرة عملياً، وبناء تمثال شبيه (بأبي الهول) في الصين؟!

هذا الأمر أثار حفيظة المصريين، كونه اعتداء على معلم حضاري وسياحي وتاريخي عريق، وطالبوا (اليونسكو) بالتدخل، لوقف التشويه الذي تعرض له؟!

المحاولة الصينية (للطش) أبو الهول ليست الأولى، فقد تعرضت الأهرامات على مدى سنين طويلة لموجات جدل واسعة بين المصريين والسودانيين، حول أحقية البناء والفكرة، وكذلك هناك ادعاءات عدة حول ملكية - أرض الجيزة - لبعض الأسر المصرية التي تدّعي ملكية الآثار في الأصل، ولعل آخر الموجات ما حدث قبل نحو (سنتين) من نيّة لتأجير الأهرامات وأبو الهول لمستثمرين خليجيين، ولكن المسألة المثيرة يبدو أنها لا تعدو فرقعة إعلامية هنا وهناك!

نحن العرب نجيد تصفيف (الكلام والجُمل) بينما الآخرون يعملون، الصينيون لطشوا أبو الهول (عيني عينك) ونحن ما زلنا نصرخ ونطالب، وأقصى الخطوات العملية التي تم اتخاذها - حتى الآن - هي نية مجموعة من (المحاميين المصريين) رفع دعوى قضائية ضد الجهة الصينية التي قامت بهذه السرقة، والمطالبة بتعويض مالي كبير، لردع من يجرؤ على سرقة التاريخ المصري، بينما المخاطبات والمباحثات تعمل على الجانب الآخر؟!

السؤال كيف نجح الصينيون في بناء نسخة (أبو الهول)، وهل ساعدهم أحد في ذلك؟!

وهل يمكن القيام بتصرّف مماثل من أحفاد الفراعنة، لبناء سور شبيه - بسور الصين العظيم - على أرض الجيزة حتى يشعر الصينيون بما شعر به المصريون؟!

سرقة الآثار ولطشها لا يكون باستنساخها المادي في كل مرة، فهناك لطش معنوي مؤلم أكثر، عندما يحرّف التاريخ والموروث بأيدي أصحابه، ولوكان الشاعر الجاهلي - الأعشى- حاضراً بيننا اليوم، لكان هو أول المدافعين عن ادعاءات غراميات شارعه المُحرفة، قبل أن تترجم للغة الصينية!

وعلى دروب الخير نلتقي .

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب