Thursday 22/05/2014 Issue 15211 الخميس 23 رجب 1435 العدد
22-05-2014

80 ملياراً .. ثم نقطع الكتب

أصدر خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- مؤخراً أمراً بالموافقة على برنامج عمل تنفيذي لدعم تحقيق أهداف مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام في المملكة، ومدة البرنامج هي خمس سنوات تقدمت به وزارة التربية والتعليم لتلبية الاحتياجات الضرورية والتطويرية

التي تحتمها المرحلة الحالية والمستقبلية وتكلفة هذا البرنامج للخمس سنوات هي 80 مليار ريال وقد تم الموافقة على تشكيل لجنة وزارية من الوزراء المعنيين لتولي الإشراف العام على تنفيذ البرنامج.

ولمن يستكثر المبلغ المرصود للبرنامج ويعتقد بأنه كبير فقد أفادت وسائل الإعلام بأن البرنامج سيدعم تأهيل ما يقارب 25 ألف معلم ومعلمة كما سيشمل البرنامج التوسع في رياض الأطفال عبر افتتاح 1500 روضة أطفال، كما سيدعم البرنامج مخصصات المستلزمات التعليمية والنشاط للمدارس وتوفير التعليم من خلال القطاع الخاص وإنشاء وتطوير مراكز الخدمات المساندة للتربية الخاصة وربط المدارس بالإنترنت بسعات عالية وتجهيزات الفصول الذكية ومعامل الحاسبات لتوفير متطلبات التعليم الإلكتروني ودعم إنشاء مدارس متخصصة ودعم الأندية المدرسية والموسمية.

مع صدور هذا الخبر كان هناك خبر ظهور فيديو لبعض الطلاب وهم يقطعون الكتب أمام المدرسة ويرمونها في الطرقات كنموذج يوضح مستوى قيمة التعليم في نفوس أولئك الطلاب ولعل هذا البرنامج وهذه الميزانية الضخمة المعتمدة تساهم بداية في إعادة تعريف معنى العلم في نفوس الطلاب والطالبات كما تساهم في تطوير مستوى شركاء المنظومة التعليمية والمتمثلة في الكتاب والمعلم والمدرسة إضافة إلى الأسرة.

لقد سمعنا عن برنامج الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم منذ عدة سنوات وسمعنا ما اعتمد له في ذلك الوقت من مليارات الريالات ولم نلحظ أي تغيير في مستوى التعليم منذ ذلك الوقت إلى اليوم وأتمنى أن لا تتكرر نفس الأخطاء اليوم بوجود هذا الدعم الجديد وأن لا نفاجأ بعد خمس سنوات من وجود نفس المشكلات الموجودة اليوم سواء على مستوى ضعف تأهيل المعلم وضعف إمكانياته وقدراته إضافة إلى عدم توفير حقوقه وهو الذي يتم استئمانه على الأبناء وفي يده جواهر وكنوز هذا الوطن نقدمها له ليرعاها ويشرف على تنميتها وتأهيلها وكم نسمع كثيراً من بعض الأجيال المتقدمة شكر ووفاء لمن علمهم وكيف ساهم ليس فقط في إثراء حصيلتهم العلمية بل وتشكيل شخصياتهم على المنحى المطلوب فليس غريب أن يحرص البرنامج الجديد على تأهيل المعلمين، إضافة إلى مراجعة ضعف مستوى الطلاب العلمي وعدم مواءمة مخرجات التعليم مع سوق العمل وعدم توفر المدارس والاعتماد على البنايات المستأجرة بل إن بعض المدارس لا يوجد فيها طاولات وكراسٍ وغيرها من السلبيات الموجودة في البيئة التعليمية اليوم.

نفرح والله كثيراً بهذا الدعم فلا يوجد أهم من التعليم للأبناء فهم جيل المستقبل وعماد الأمم ولن يصلح حال الجيل بدون تعليم جيد وبدون استثمار في تعليم الأبناء ولو نظرنا اليوم لمستوى التعليم منذ عشرات السنين لوجدنا بأننا نحتاج إلى المزيد والمزيد من التطوير الذي يساهم في إيجاد جيل متعلم يمكن أن يتحمل المسؤولية ويقود زمام المبادرة لتنمية هذا الوطن، ومع فرحنا بهذها الدعم الملكي لمسيرة التعليم في وطننا والذي يؤكد حرص القيادة الرشيدة على هذا الأمر فإننا في الوقت نفسه الوقت نشتاق لقطف ثمرة هذا الدعم ونتطلع لرؤية آثار تلك المليارات من الريالات.

الشكر لخادم الحرمين الشريفين على هذا الدعم، وقد زاد الحمل على سمو وزير التربية والتعليم بهذا الدعم فالكل سيتطلع لأن يرى الأثر والكل سيتابع تطوير وتحسين المستوى فلا نملك إلا الدعاء لسموه بالتوفيق وأن يسخر له فريق العمل الذي يعينه والذي يترجم كل هذه التطلعات والآمال والأحلام لتكون على أرض الواقع في يوم ما.

مقالات أخرى للكاتب