Thursday 22/05/2014 Issue 15211 الخميس 23 رجب 1435 العدد
22-05-2014

هل بلغ السيل الزبى؟!

ذات مرة، اجتمعت مع صحافي أمريكي، كان في زيارة إلى المملكة، في إحدى المناسبات، ودار الحديث عن الحراك الاجتماعي الصاخب بين التيارات الفكرية السعودية، وعندما سألته عن رأيه فيما يجري، فاجأني بالقول إن هذا أمر صحي، وجيد، وسيتمخض عنه كل ما هو إيجابي يوما ما، فلا يصح إلا الصحيح، ثم أضاف قائلا «في الوقت الذي تعقد ندوات، وورش عمل رسمية في الدول الأخرى للحوار، فإنكم هنا تعقدون ورشا غير رسمية طوال العام!»، وربما أن ما قاله صحيح إلى حد ما، في ذلك الوقت، على الأقل. هذا، ولكن الأمور تطورت كثيرا، بعد ذلك الحوار، إذ تحول الأمر، مع مرور الوقت، إلى ما يشبه ساحة حرب حقيقية، خصوصا بعد التثوير العربي، والسقوط المريع للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وما تبع ذلك من انكشاف لرموز التنظيم في الدول الخليجية، وسلوكيات مريبة لا يكاد يصدقها أحد!.

يتفاءل المتابع، ويتشاءم، فما يجري يستعصي على الوصف أحيانا، وربما لو كان ذلك الصحافي الأمريكي معنا الآن، لكان له رأي آخر، فعندما يكتب أكاديمي، يعلم أبناءنا في الجامعة، مطالبا بقتل مواطنه المسلم مثله، فقط لأنه يختلف معه في الفكر، فهذا ليس حوارا، بل إرهاب، تعاقب عليه كل القوانين الدولية، وعندما يكتب ذات الأكاديمي، بعد أيام، مستنكرا ذبح تنظيم داعش لمقاتل من جبهة النصرة، بحجة أنه لا يجوز أن يقتل مسلم مسلما آخر، فإنك تكاد تفقد صوابك، فكيف يطالب هو - ذاته - بقتل ابن جلدته المسلم، ولو كان الأمر بيده - أبعد الله عنا الشر - لربما نفذ القتل بنفسه، ثم يشجب ذات الفعل الذي دعى إليه؟، وإذا كان هذا يستعصي على الفهم، فهناك ما هو أشد، وأنكى .

إذ كيف نحارب الإرهاب بكل ما أوتينا من قوة، ثم نتفاجأ بمقيم يجمع التبرعات، بطريقة غير شرعية، بحجة دعم الثوار في سوريا، ثم نتفاجأ مرة أخرى بأنه يعيش نمط حياة فاخر، ويملك أبناؤه أفخم السيارات، وينشرون صورهم، وهم يسيحون في أفخم المنتجعات العالمية، والمؤلم أنهم يعايرون السعوديون بذلك، بل ويتجرؤون على شتم كل سعودي يتجرأ، وينتقد سلوكهم!!، فما أوقحهم، وفي ذات الوقت، يكتب إخواني خليجي داعيا إلى الثورة في السعودية، ويكتب إخواني خليجي آخر، عرف عنه تكفير النظام السعودي مثل صاحبه، ثم يقوم شيخ سعودي شهير بنشر كل ذلك في موقعه الرسمي، ولا يزال الموقع صامدا، وقس على هذا معظم الحراك الذي أصبح حقا يهدد الأمن الوطني، والسلم الاجتماعي، وإننا، والحالة هذه، نطالب بردع كل من يتجاوز الخطوط الحمراء، لأن الصبر، والحكمة في وقت الأزمات قد يقود إلى ما تحمد عقباه، فهل نرى ما يسرنا في قادم الأيام ؟!.

ahmad.alfarraj@hotmail.com

تويتر @alfarraj2

مقالات أخرى للكاتب