Friday 23/05/2014 Issue 15212 الجمعة 24 رجب 1435 العدد
23-05-2014

شرف الانتساب لمنهج السلف الصالح

الانتساب لمنهج السلف الصالح في مسائل الاعتقاد والعبادات والمعاملات شرف عظيم؛ لأنه اتباع لما في القرآن والسنة، وما سوى ذلك فإنه ضلالات تُلقِي بين الناس العداوة والبغضاء، والنجاة منوطة باتباع طريق السلف الصالح، والسلفية منهج يُتبع وطريق يُحتذى وليست منحصرة في أشخاص ولا أسماء، قال عثمان بن حاضر: قلت لابن عباس رضي الله عنهما: «أوصني. فقال: عليك بالاستقامة واتبع الأمر الأول ولا تبتدع» رواه ابن بطة في الإبانة (1-319).

وقال الإمام أحمد: «أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاقتداء بهم، وترك البدع، وكل بدعة فهي ضلالة» رواه اللالكائي في أصول اعتقاد أهل السنة (1-156). وقال ابن تيمية: «لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق، فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقاً» مجموع الفتاوى (4-149).

فالانتساب لمنهج السلف الصالح هو انتساب إلى الإسلام الحق الذي أراده الله من عباده؛ لأنه يجمع ولا يفرق، وسببٌ للقوة والتمكين، وسلامة من التفرق والاختلاف، وحفظ من الفتن والشرور.

وكثير من الناس قد حادوا عن منهج السلف الصالح، وصار كلام غير السلف عندهم هو المقدم، وكأنه شريعة لهم، ووصل الحال ببعضهم إلى أنه يريد أن تكون الشريعة تبعاً لهواه، لا أن يكون هواه تبعاً للشريعة، وهذا من الضلال، ولهذا ذَكَّر الله تعالى نبيه بهذا الأمر العظيم في قوله {ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون}، وهم أهل البدع والأهواء من الأحزاب والجماعات والتنظيمات المخالفة التي ابتُليت بها أمة الإسلام . وفي هذا الزمن كثر المخالفون لمنهج السلف، وتعددت الأحزاب والجماعات والتنظيمات، ومنها جماعة الإخوان التي تنطلق من أهواء وأفكار بشرية، فوقع بسببها بين الناس التفرق والاختلاف، والعداوة والبغضاء.. فالحذر من هؤلاء منهج رباني، واتباع نبوي؛ لأنهم يدعون إلى غير هدى، ويسيرون على ما تمليه عليهم أهواؤهم وآراؤهم، وتحولوا بذلك إلى أعداء لأهل السنة ومناوئين لمنهج السلف، ووقعوا في الفتنة بما يمارسونه من أعمال.

والدين مبني على الاتباع لا على الرأي والهوى والابتداع، وأصل ضلال الفرق والجماعات والتنظيمات المعاصرة هو عدم التزامهم منهج السلف؛ فلا غرابة أن يصنفوا في المنظومات الإرهابية من أعلى قيادة لتحقق خطرهم وشرهم على الإسلام؛ لأنهم أرباب فتنة ودعاة سوء. فالصبر على اتباع منهج السلف الصالح هو ثبات على الإسلام وإنقاذ للنفس من الهلكة، قال الأوزاعي: «اصبر نفسك على السنة، وقف حيث وقف القوم، وقُل بما قالوا، وكُف عما كفوا عنه، واسلك سبيل سلفك الصالح، فإنه يسعك ما وسعهم».

نسأل الله الثبات على الإسلام، والعصمة من الزيغ والضلال.

- وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

مقالات أخرى للكاتب