Saturday 24/05/2014 Issue 15213 السبت 25 رجب 1435 العدد
24-05-2014

80 ملياراً لوزارة التربية هل تستطيع نقلها إلى العصر الحديث؟! 1-2

يضيف باني نهضتنا الجديدة الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - دعماً سخياً لتطوير التعليم العام والارتقاء به، وتوفير متطلباته، بمنح برنامج الملك عبد الله لتطوير التعليم العام مبلغ ثمانين مليار ريال ليغطي إنجاز البرنامج خلال السنوات الخمس القادمة، وفق ما خططت له الوزارة لتطوير نظام التعليم وتحقيق الأنموذج المنشود في مستوى المعلمين والمناهج والمنشآت والأدوات والمباني والنقل وغيرها.

وكانت الشكوى قديمة من شح ميزانية الوزارة وعجزها عن تحقيق الخطط المرسومة لتطوير التعليم؛ فعلى سبيل المثال، وحسب تصريح أحد المسؤولين في الوزارة عن ميزانيتها لهذا العام، فإن «ما تم تخصيصه للتعليم يبلغ 121.3 مليار ريال، منها 104 مليارات ريال للرواتب أي ما نسبته 86.5 %.

وأن ما يخص الأبواب الثلاثة الأخرى التي تشمل مصاريف إدارية وعمومية وصيانة ونظافة ومشاريع هو 13.5 % من حجم الميزانية، ويعادل 17 مليار ريال، وما خُصص لمشروعات الوزارة خلال العام المالي الحالي لم يزد على أربعة مليارات ريال».

نحن نعلم أن وزارة التربية والتعليم تضم أكبر عدد من العاملين في الدولة على اختلاف مستوياتهم، ويستهلك هذا العدد الضخم ما يقرب من 90 % مما رُصد للوزارة في الميزانية العامة للدولة، وهذا قد يكون سبباً مقنعاً لتأخر الوزارة في التطوير واستحداث منشآت جديدة، والارتقاء بمستوى المعلمين وإكسابهم خبرات جديدة، وتوفير البيئة المدرسية الراقية المساعدة على الأداء التعليمي والتربوي المتميز.

وقبل أن نفضفض عن آمالنا في مستقبل تعليمي مشرق في المرحلة القادمة بمواجهة صريحة وشفافة مع «القوي الأمين» الذي أوكلت إليه القيادة إدارة دفة التعليم، سمو الأمير خالد الفيصل، لا بد أن نجزل الشكر، ونجدد الولاء، ونؤكد أواصر المحبة، وندعو الله تعالى لقائد مسيرة النهضة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بطول العمر، وأن ينعم عليه بدوام الصحة والعافية؛ لما يقدمه من عناية ورعاية وتوجيه ودعم لكل ما ينهض ببلادنا ويطورها؛ فهو يعمل وفق رؤية وطنية عميقة وصادقة ومحبة لتحقيق مشروعه النهضوي الكبير القائم على تبصر وحكمة وتحدٍّ وقوة وثقة من خلال جملة عناصر يأخذ بعضها برقاب بعض، وتتلاقى جميعها لتحقيق غاية النهضة، وهي: استكمال البنية التحتية أو تجديدها، الانفتاح على العالم، مقاومة الأفكار الظلامية المتزمتة، القضاء على التيارات الفكرية المشتتة والمفرقة لوحدة أبناء الوطن، اقتباس واستجلاب أسس بناء الحضارات المعاصرة في الغرب والشرق ببعث أبناء البلاد إلى مراكز العلم والبحث واستقطاب العقول العلمية المتميزة في شتى التخصصات إلى جامعاتنا ومراكزنا العلمية والطبية، والتوسع في إضافة المدن الصناعية وتطوير ما هو قائم من المنشآت الصناعية الكبرى الناجحة كأرامكو وسابك مثلاً، وتأكيد نهج المملكة الفكري القائم على الوسطية والاعتدال والتسامح والتلاقي مع الأفكار الإنسانية الخيرة في العالم، وحماية شبابنا من دعاوى وبهرجة وألاعيب دعاة الضلال من الحزبيين، وأعداء الحياة والأحياء من التكفيريين الذين يتعشقون جز الأعناق وسفك الدماء وتخريب الديار والأمصار.

وكأن خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - يقول بعد أن أجزل العطاء لوزارة التربية والتعليم: هل لكم عذر بعد ذلك في تحقيق ما نتمنى منكم لتطوير التعليم العام؟!

ومن غير شك أن الشعب السعودي وهو يشكر قائده على عطائه الجزل يشارك ملكه أيضاً في الآمال المرجوة المنتظرة من وزارة التربية والتعليم بعد دعمها بهذا المبلغ الكبير المضاف إلى ميزانيتها المتزايدة التي تستحقها كل عام مالي.

وكنت قد كتبت مقالة من جزأين قبل أقل من شهر، أطالب سمو الأمير خالد الفيصل بأن يعيد الوزارة إلى عهدها القديم قبل الاختطاف الفكري الذي تعرض له المجتمع السعودي كله خلال ما يقرب من أربعين عاماً. والآن لا يتوقف الأمر عند مطلبنا بعودة الوزارة إلى مرحلة الجد والحزم والصرامة والانفتاح على الثقافات الإنسانية فحسب، بل نضيف إلى ذلك ما يجب أن يقفز إليه التعليم في كل مرافقه ومنشآته وأدواته... يتبع

moh.alowain@gmail.com

mALowein@

مقالات أخرى للكاتب