Tuesday 26/05/2014 Issue 15215 الأثنين 27 رجب 1435 العدد
26-05-2014

دور اللغة العربية في تكامل شخصية الأمة العربية

الاهتمام بلغتنا العربية والحرص عليها عمل رائع وعظيم، فهي لغة القرآن الكريم والسنة النبوية، وعلينا أن نسعى السعي الحثيث لحمايتها، وأن نعيد لها شبابها ونصاعتها، وأن نفسح لها المجالات والميادين في شتى فنون المعرفة وندرأ عنها العجمة واللحن لتستقيم على نهجها اللاحب، وأن تصبح لغة العلم والحياة، وتعبر عن مختلف علوم العصر، فلقد كان لها ماض مزدهر في شتى الميادين، وإننا لنتطلع بتفاؤل وأمل بأن تنهض الجامعات بمهمة التعريب المستمر والمشاركة في تعريب العلوم والآداب والفنون حتى ترسخ أقدامها في كل ميدان، ومجال من مجالات المعرفة، ولنعمل على أن نعطيها كل اهتماماتنا، والتعريف بها أدباً وتراثاً، والترجمة منها وإليها. ومن المؤسف اليوم حينما تدخل الفندق أو البنك أو المستشفى وغيرها تجد الكتابة والتفاهم باللغة الأجنبية، وكثرت الكلمات الأجنبية والدخيلة، وشاعت على الألسنة كلمات كثيرة مثل: «أوتيل، كتالوج، كارت، بروفة، كونتر، انترفون، بروجرام، بدروم، شيك..» وغيرها مما ذكرناه سابقاً.

كما شاع اللحن في كثير من المسميات على سبيل المثال: «فندق ديرة، صيدلية حياة» أي فندق الديرة، وصيدلية الحياة، محطة سيارة أي محطة السيارات وغير ذلك مما لا تتسع له هذه المساحة المحدودة، وكذلك يلاحظ الأخطاء اللغوية، والإملائية في كتابة اللافتات، فلنحرص على العناية بلغة الضاد، وتراث العربية الخالد، ولقد قيل: «إن لسان العرب هو أجمل لغة على وجه الأرض»..

وبها من الاشتقاق والترادف والنحت والمجازات ما يجعلها تستوعب كل جديد، كما أن إهدار اللغة هو إهدار لشخصيتنا وتراثنا وثقافاتنا. واللغة العربية هي وعاء القرآن وستظل خالدة بخلوده، ولها دورها في تكامل شخصية الأمة العربية الإسلامية، فهي الوعاء الذي يحوي ثقافة الأمة، وفكرها، وحضارتها، وتراثها.

عضو الجمعية العلمية للغة العربية - أمين عام دارة الملك عبد العزيز السابق

مقالات أخرى للكاتب