Thursday 29/05/2014 Issue 15218 الخميس 30 رجب 1435 العدد
29-05-2014

الحل في رحيل الإدارة!!

أفضل ما يمكن أن تقوم به إدارة الهلال الآن أن تقرر الرحيل وتستريح وتسلم النادي لإدارة جديدة تقوده خلال المرحلة الصعبة المقبلة، خاصة أن النادي يمر حالياً بمرحلة خطيرة من الانقسام بعد قرار إنهاء عقد سامي الجابر، وهو القرار الذي لقي موجة غضب واسعة في وسائل التواصل الاجتماعي، إما بسبب القرار نفسه أو توقيته أو طريقة الإدارة في اتخاذه والإعلان عنه أو كونه يتعلق برمز من رموز النادي الكبار وأحد أهم ثلاثة لاعبين في تاريخه، والنجم الكروي صاحب التاريخ الذي لا يجارى ولا يقارن به غيره سامي الجابر.

كان الهلال مضرب مثل في التماسك والتعاضد، كانت إدارة النادي وشرفيوه ولاعبوه وأنصاره مثل الجسد الواحد يشد بعضه بعضا، كانت مشاكل النادي لا تخرج من الغرف المغلقة، كانت تبدأ في تلك الغرف وتنتهي فيها، كانت أسرار النادي عصية على الآخرين، وكانت علاقات منسوبيه محل حديث الشارع، كان الهلال الهدف الوحيد للجميع، يتفقون عليه ويختلفون من أجله، كان الجميع يعمل من أجل وضع الهلال في مكانه المناسب، وكان الهلال كما يريده أنصاره في مقدمة الركب دائماً، لذا ظل فريقه الكروي حاضراً في كل الميادين، وظلت مكانته ثابتة في سجل البطولات السعودية، فهو الأول دائماً، حتى على مستوى الألعاب المختلفة كان الهلال منافساً بطلاً لا تغيب عنه الشمس!!

واليوم بات واضحاً أن البناء الهلالي الصلد قد تداعى، وأن التماسك الذي كان عليه الهلاليون قد انهار، وأن مشاكل الهلال وأسراره أصبحت تتسرب من داخل النادي كما يتسرب الماء من قبضة اليد، وأن السور الحصين يكاد يكون جداراً قصيراً، وأن الهلال لم يعد هلالاً، وأن مضرب المثل أضحى بحاجة ماسة لأن يعيد قراءة تاريخه وسير الرجال السابقين في مسيرته، وأن يعمل على العودة إلى نهجه الأول ومنهجه السليم في التعامل مع كل الظروف والأحوال.

الهلال اليوم ليس الهلال الذي نعرفه، الهلال اليوم أصبح هلال الانقسامات والآراء الأحادية والبيانات والقرارات المفاجئة، والهلال اليوم - على صعيد فريق كرة القدم- وهذه حقيقة يجب أن يؤمن بها الهلاليون ليس الفريق الذي يمكن أن تراهن عليه في كل محفل، كل ما يسمعه الهلاليون اليوم مجرد وعود لا تلبث أن تذوب في ماء الحقيقة، ومجرد مسكنات تظل في الأدراج نهاية الأمر، لذا ضاعت بعض حقوق النادي، وأصبح النيل منه ومن لاعبيه ديدن البعض من طلاب الشهرة أو الحاقدين الباحثين عن إفساد الجو الهلالي، دون أن يجدوا من يردعهم ويأخذ حق الهلال منهم.

لقد ضاعت هيبة الهلال، وأخشى أن يأتي يوم تضيع فيه قيمة الهلال، وأعتقد أن هذا اليوم لن يكون بعيداً متى ما أصبحت الأمور في النادي الآسيوي الأول تدار بهذا الشكل، ودون الالتزام بعمل إداري مؤسسي حقيقي يقوم على قواعد ثابتة وأطر واضحة!!

إدارة الهلال معنية في المقام الأول بكل ما يحدث في النادي، وها هي اليوم تنهي عامها السادس دون أن تحقق وعودها وأهدافها المعلنة، فالفريق ظل عاجزاً عن تحقيق البطولة الآسيوية التي جعلها (البعض) عقدة من لا شيء ومنتهى للطموح دون قدرة على عزل ذلك عن بقية المنافسات التي يشارك بها الفريق، والإدارة لم تقصر في هذا الشأن فصرحت بعد إخفاق أن البطولة القارية صعبة!!

والفريق ظل عاجزاً عن الفوز بلقب الدوري السعودي لثلاثة مواسم متتالية، وظل عاجزاً عن الفوز بكأس خادم الحرمين طوال فترة هذه الإدارة، وفي النهاية خسر لقب كأس ولي العهد الذي ظل في عهدته لستة مواسم متتالية، وهنا يتضح أن الخط البياني للفريق في انحدار منذ مواسم، وأن التعاقد مع أحد رموز النادي وأحد أساطيره التي لا تنسى لتدريب الفريق لم يغير من واقعه شيئاً، وأن كل الإصلاحات لم تضف جديداً ولم تبدل واقعاً، وهو الأمر الذي جعل كثيرا من الهلاليين يعودون للمربع الأول ويطالبون بأن يكون التغيير هذه المرة على صعيد إدارة النادي الذي ظلت في مأمن من ذلك علماً بأنها الإدارة الوحيدة الذي بقيت لولاية ثانية منذ ما يقارب الثلاثين عاماً!!

مؤخراً عقد عدد من شرفيي الهلال اجتماعاً من أجل النظر في استمرار مدرب الفريق بعد موسم واحد قضاه معه، رغم أن ذلك أمر إداري بحت، واليوم أمام أعضاء الشرف مسئولية تاريخية من أجل النادي ومستقبله للنظر في ما قدمته إدارته خلال ست سنوات، وبناء على ذلك، وبالنظر إلى ما حققه النادي في مختلف أنشطته وألعابه واستثماراته يتم اتخاذ قرار استمرارها من عدم ذلك.

إن كان لا بد من استمرار الإدارة فلماذا لا ينظر فيما ناديت به وغيري منذ مواسم مراراً وتكراراً وهو تنصيب مشرف عام على كرة القدم يتولى إدارتها ومتابعة كل شئونها، وفي المقابل تتفرغ إدارة النادي للأعمال الإدارية وتطوير النادي وتنمية استثماراته وإيراداته... أليست مصلحة الهلال هي الأهم والهدف المشترك للجميع؟

جماهير الهلال، وقوده وسنده وسر انتصاراته تستحق أن يسمع صوتها، إن لم يسمع صوت المدرج الأزرق، فمن الذي يسمع صوته إذاً؟

sa656as@gmail.com

aalsahan@ :تويتر

مقالات أخرى للكاتب