Friday 30/05/2014 Issue 15219 الجمعة 01 شعبان 1435 العدد
30-05-2014

ثقافتنا والنصوص القرآنية

فاصلة:

(الحكمة لا يمكن تعلمها، إنها تتلألأ في نجمك)

- حكمة عالمية-

لما نشرت مقالتي «كمال المرأة» وردتني أسئلة من البعض تؤكد أن المرأة ناقصة ودليلهم قول الله تعالى {وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} (282) سورة البقرة

ولكيلا نخوض في تفسير غير صحيح للقرآن علينا أن نقرأ آياته كما فسرها المفسرون وليس وفقاً لقناعاتنا الناتجة عن ثقافتنا التي هي عادة ذكورية في المجتمعات العربية.

بدءاً كيف نفهم معادلة شهادة امرأتين شهادة رجل واحد؟

كما في تفسير الطبري وابن كثير فالضلال هنا يعني النسيانَ ولا يعني الانحراف، ويدلّ على هذا قوله تعالى: {فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى}

وكون هذه الآية وردت في سياق الحديث عن الشهادة في الأمور المالية فقط كالدَّين والبيع والرهن يجعلنا نورد المواضع الأخرى التي قبلت فيها شهادة امرأة واحدة مع الأخذ بالاعتبار أن إضافة شهادة المرأتين للرجل تكريماً وإلا لاكتفى الإسلام بشهادة الرجل وحده.

وكون الشارع اشترط امرأتين فلأن النسيان تصاب به المرأة لأعراض بيولوجية والأمور المالية ليست دائما في دائرة اهتمامها أما غير الأمور المالية فتقبل شهادتها منفردة كما في هلال رمضان، وتستوي شهادتها بشهادة الرجل في الملاعنة وكذا في الأمور الخاصة بالنساء مثل الرضاع والحضانة وغيرها.

بل وتقدم شهادة المرأة أحياناً على شهادة الرجل بعد سماع الشهادتين في فسخ النكاح.

وإن اختلفت المذاهب في ذلك فهذا يعني مزيداً من الفهم في أحكام الإسلام في شهادة النساء دون الركون إلى فكرة نقص المرأة أو ضعفها.

في مقالة الأحد القادم دلائل أخرى على تكريم الإسلام للمرأة وعدم اعتبارها ناقصة في شيء.

nahedsb@hotmail.com

nahidbashatah@

مقالات أخرى للكاتب