Thursday 05/06/2014 Issue 15225 الخميس 07 شعبان 1435 العدد
05-06-2014

سائق الأجرة (الحبل على الغارب)!

ما زال سائق الأجرة في السعودية يغرد (بعشوائية) خارج السرب، فهو الوحيد القادر على دخول أماكن يصعب على المواطن العادي دخولها، وهو الوحيد الذي يمكنه الوقوف أمام أي -امرأة- والتحدث معها في الشارع دون إثارة أي شبه، وهو الوحيد الذي يمكنه الدوران ليلاً ونهاراً في كل الأحياء، ولا يمكن أن يسأله أحد (وش عندك) في هذا الشارع، أو ذاك!

بحسب آخر إحصائية لوزارة النقل، هناك نحو -ثلاثين ألفاً وأربعمائة وتسعة وستين- سيارة ليموزين، تجوب شوارع الرياض لوحدها، ولك أن تتخيل أنه لا توجد آلية واضحة لدى الوزارة تجبر مالكيها على تتبع سائقيهم، وحركة سياراتهم، فالعلاقة في الغالب بين سائق الأجرة والشركة - علاقة تحصيل مالية فقط - الأهم فيها دائماً مراجعة الصندوق لتوريد المبلغ المتفق عليه، دون تتبع لسلوكيات السائق وممارساته، ومعرفة تحركاته، ونشاطه في شوارعنا، وهل هو بالفعل يطلب الرزق على طريقة (الطير) التي تغدو خماصاً وتروح بطاناً؟! أم أن الأمر غير ذلك، لا سمح الله؟!

للأسف هناك سلوكيات خاطئة نراها بأعيننا، وقصص يرويها الناس في مجالسهم، وصور وتعليقات تثير الشك تنقلها مواقع التواصل الاجتماعي! وما خفي كان أعظم.

وضع سيارات الأجرة، وتعامل سائقيها بهذه الطريقة العشوائية في شوارعنا، لم يعد مقبولاً، فلك أن تتخيل ما ذا يمكن أن تتنج المعادلة التالية (سائق أجنبي هدفه الربح + سيارة حديثة مطلوب أن تقدم 160 ريالاً يومياً على أقل تقدير + حرية تحرك في كل الشوارع دون مساءلة أو تتبع أو تقنين + عدم وجود رقيب أو حسيب + التعامل مع الشارع بكل أطيافه)!

لا يمكن أن ندس رؤوسنا في التراب، ويجب أن نواجه هذه المشكلة بشجاعة، كلنا نسمع بتلك القصص المقلقة لترويج المخدرات والمسكرات، والتصرفات غير الأخلاقية لاستغلال النساء والشباب، التي يقال إن بعض -سائقي سيارات الأجرة- يقفون خلفها!

فلماذا تتأخر الحلول العملية؟! ولماذا تبقى هذه الحرية المطلقة للسائق؟ أين دور الشركة التي تجني الأرباح فقط؟! لماذا لا يتم وضع جهاز تتبع وتقنين تحركات السيارات؟!

هناك حلول عصرية وأمنية طبقتها معظم دول العالم لتعقب ورصد نشاط سيارات الأجرة، بينما السائق لدينا ما زال الحبل متروكاً له على الغارب (بكل حرية).. والله يستر من العواقب!

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب