Friday 06/06/2014 Issue 15226 الجمعة 08 شعبان 1435 العدد
06-06-2014

محطات البنزين (من الداخل)؟!

هل جربت ولو (لمرة واحدة) الجلوس في سيارتك، ومراقبة ما يحدث في محطة البنزين؟ وكيف تبدو العلاقة بين عامل المحطة وبين الزبائن؟!.

إنها فلسفة ومتعة (متناهية)، ورصد مبسط لتنوع (ثقافي) مهم، عامل يسأل (كم عبي يا صديق)؟! يجيبه صاحب السيارة (برفع حاجبيه) من خلف الزجاج، العامل يفهم المقصود (فل ياصديق)، فجأة تقف سيارة مسرعة، وصوت المذياع يلعلع (يالليل دآنه، يالليل دآنه)، يصرخ صاحبها بأعلى صوته: يا صديق (عبي بعشرين ريال) يدفع وينطلق بسرعة!.

في الجانب الآخر سيارة يتضح من نظرات صاحبها (لعداد البنزين) أنه غير مرتاح (للعامل)، ويعتقد بأنه سيسرقه، في المبلغ أو الليترات؟!.

المضحك أن العامل الذي يعبئ السيارة التي أمامه هو الآخر (يخشى) هروب سائقها، كون السيارة فيها (3 شبان صغار) نظراتهم مريبة، لذلك هو قريب من (كومة الحصى والحجر) المنثور بين طرمبات البنزين - للتدخل السريع - رغم قرار منع هذا الأمر، ولكن الجماعة معذورين والهروب قبل دفع الحساب أمر مخجل وظاهرة تحتاج (لكاميرات مراقبة) في كل محطة!.

ماذا لدينا هنا؟! سائق سيارة يطلب بنزين 91 (بثمانية ريالات) فقط، ويتضح من (الخمسة والريالات المعفطة) أنه أخذها من أبنائه، بسبب ظروفه المعيشية الصعبة، سيارة أخرى سائقها يطلب (فاتورة) لأن كفيلة لا يثق به، بسبب (عمايله واختلاساته) السابقة، وبالمقابل عامل المحطة يقدم له (3 فواتير فارغة) لإعادة الثقة لصاحبنا، لربما احتاج هو أو أحد (سائقي الجيران) لها، حتى هنا واسطة يا صديق؟!.

تستغرب من سيارة تركها صاحبها تعمل، نزل لشراء (علك + ماء + مشروب طاقة)، لذلك عامل المحطة اضطر (لتصفير العداد) ليخدم سيارة في الجهة المقابلة، وصاحبنا راح يدفع المبلغ المطلوب، ولن يركز حتى على الباقي (خير ربنا كثير)!.

ربما تضحك مثلي عندما تلاحظ أن أحد (عمال المحطة) غير نشاطه، وصار يبيع (بطاقات شحن)، وكارت اشتراك لمشاهدة (كأس العالم) بنصف القيمة؟!.

كل ما سبق أعلاه في (محطة البنزين)، هو مجرد انعكاس (مُصغر) لمحطات متعددة نمر بها في حياتنا، وتحتاج لمراجعة؟!.

وعلى دروب الخير نلتقي .

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب