Thursday 12/06/2014 Issue 15232 الخميس 14 شعبان 1435 العدد
12-06-2014

عندما نفقد الذاكرة!

في كل مرة نسمع فيها خبر رحيل أحد المخضرمين الكبار نفقد جزءاً ثميناً وثرياً من ذاكرتنا، ذاكرة السياسة والثقافة، وتاريخ لن يستطيع كتابته إلا من كانوا حاضرين ومؤثرين في أحداثه. حسرة الفقد يشترك معي فيها كثير من الناس ولعل أكثرهم تألماً الصديق الكاتب مشاري الذايدي،

واتضح الألم عندما رثى في مقاله الرائع في صحيفة الشرق الأوسط بعد يوم واحد من وفاة الوزير عبدالعزيز الخويطر الذي كان شاهداً ومؤثراً في مسيرة التنمية، وعاش أيام التأسيس وما تلاها من تحولات، من العمل الأكاديمي في بداياته، إلى العمل الوزاري بتحدياته، مسيرة لا يختصرها مقال ولا يمكن أبداً أن يتحدث عنها بنجاح من عرف المجرب ولم يعايش التجربة.

لفقيد الوطن الكبير معالي الدكتور عبدالعزيز العبدالله الخويطر قصة حياة تستحق أن تروى، في كل فصل من فصولها ملامح دقيقة من تاريخنا نحن السعوديون مع رحلة التنمية. كان الخويطر الذي فقدنا (رجل دولة) بحق، وما أسهل ما تطلق هذه العبارة في مراثينا نحن العرب. رجل دولة جمع بين الإخلاص في العمل والنزاهة المطلقة، وكسب احترام كل من عرفوه مهما اختلفوا معه. ولا آتي بجديد إن قلت أن أقرانه من الوزراء وجموع كبيرة من أمراء هذه البلاد كانوا ينظرون إليه نظرة الأبناء إلى أبيهم، ويوقرونه وقار الأبناء للآباء، وهو الذي قضى جل عمره الذي امتد لتسعة عقود خادماً لوطنه في أرفع مواقع المسؤولية.

سيتحدث التاريخ عن عبدالعزيز الخويطر (الإنسان) بكثير من الإكبار والإجلال، عن نزاهته وسمو نفسه، عن زهده في المديح والإطراء وبساطته مع الناس كباراً وصغاراً، عن جهاده العلمي في سنوات الجهل، وعن يده التي كانت تمتد لتجمع ما حوى جيبه من نقود وتضعها - بحنو ورقة - في أيادي صغار الموظفين الذين يعملون حوله، وعن إعلانه شخصية ثقافية سعودية في مهرجان الوطن (الجنادرية)، وعن قرار الملك عبدالله - رعاه الله - منحه وشاح الملك عبدالعزيز من الطبقة الأولى بصفة استثنائية، ولم يحصل عليه من غير أعضاء الأسرة المالكة أحد إلا الوزير عبدالله السليمان والشيخ الحكيم عبدالعزيز التويجري وشيخ الوزراء الراحل الخويطر رحمهم الله جميعاً.

بيد أن رواية التاريخ عن الخويطر لن تكتمل إلا بذكر سيرته مع (الوزارة)، عن عضويته الطويلة في مجلس الوزراء، وعن قرارات اتخذها في مسيرته الوظيفية رسخت أوضاعاً باتت اليوم شغل الناس ومحط تأملهم.

وبغض النظر عن ما سيكتبه التاريخ عن الخويطر (الوزير)، إلا أن إنسانيته ستكون الأطغى في وجدان الجيل الذي شاهده وعايشه، وسيجد الناس - كل الناس - في سيرة الخويطر مع الحياة دروساً في الوفاء والولاء والإخلاص حق لها أن ترصد، وسيجدون في (وسم على أديم الزمن) حروفاً مضيئة بخط هذا الرمز الوطني الكبير تحكى فصولاً من قصتنا مع التنمية والحضارة المادية، وتذكرنا بما كنا عليه وبما يجد أن نكون.

رحم الله عبدالعزيز الخويطر الذي رحل في جلال يليق به، تبكيه العقول قبل المآقي وتحتسب إلى الله أن يعوضنا رجالاً في قدره وقدرته.

واتضح الألم عندما رثى في مقاله الرائع في صحيفة الشرق الأوسط بعد يوم واحد من وفاة الوزير عبدالعزيز الخويطر الذي كان شاهداً ومؤثراً في مسيرة التنمية، وعاش أيام التأسيس وما تلاها من تحولات، من العمل الأكاديمي في بداياته، إلى العمل الوزاري بتحدياته، مسيرة لا يختصرها مقال ولا يمكن أبداً أن يتحدث عنها بنجاح من عرف المجرب ولم يعايش التجربة.

لفقيد الوطن الكبير معالي الدكتور عبدالعزيز العبدالله الخويطر قصة حياة تستحق أن تروى، في كل فصل من فصولها ملامح دقيقة من تاريخنا نحن السعوديون مع رحلة التنمية. كان الخويطر الذي فقدنا (رجل دولة) بحق، وما أسهل ما تطلق هذه العبارة في مراثينا نحن العرب. رجل دولة جمع بين الإخلاص في العمل والنزاهة المطلقة، وكسب احترام كل من عرفوه مهما اختلفوا معه. ولا آتي بجديد إن قلت أن أقرانه من الوزراء وجموع كبيرة من أمراء هذه البلاد كانوا ينظرون إليه نظرة الأبناء إلى أبيهم، ويوقرونه وقار الأبناء للآباء، وهو الذي قضى جل عمره الذي امتد لتسعة عقود خادماً لوطنه في أرفع مواقع المسؤولية.

سيتحدث التاريخ عن عبدالعزيز الخويطر (الإنسان) بكثير من الإكبار والإجلال، عن نزاهته وسمو نفسه، عن زهده في المديح والإطراء وبساطته مع الناس كباراً وصغاراً، عن جهاده العلمي في سنوات الجهل، وعن يده التي كانت تمتد لتجمع ما حوى جيبه من نقود وتضعها - بحنو ورقة - في أيادي صغار الموظفين الذين يعملون حوله، وعن إعلانه شخصية ثقافية سعودية في مهرجان الوطن (الجنادرية)، وعن قرار الملك عبدالله - رعاه الله - منحه وشاح الملك عبدالعزيز من الطبقة الأولى بصفة استثنائية، ولم يحصل عليه من غير أعضاء الأسرة المالكة أحد إلا الوزير عبدالله السليمان والشيخ الحكيم عبدالعزيز التويجري وشيخ الوزراء الراحل الخويطر رحمهم الله جميعاً.

بيد أن رواية التاريخ عن الخويطر لن تكتمل إلا بذكر سيرته مع (الوزارة)، عن عضويته الطويلة في مجلس الوزراء، وعن قرارات اتخذها في مسيرته الوظيفية رسخت أوضاعاً باتت اليوم شغل الناس ومحط تأملهم.

وبغض النظر عن ما سيكتبه التاريخ عن الخويطر (الوزير)، إلا أن إنسانيته ستكون الأطغى في وجدان الجيل الذي شاهده وعايشه، وسيجد الناس - كل الناس - في سيرة الخويطر مع الحياة دروساً في الوفاء والولاء والإخلاص حق لها أن ترصد، وسيجدون في (وسم على أديم الزمن) حروفاً مضيئة بخط هذا الرمز الوطني الكبير تحكى فصولاً من قصتنا مع التنمية والحضارة المادية، وتذكرنا بما كنا عليه وبما يجد أن نكون.

رحم الله عبدالعزيز الخويطر الذي رحل في جلال يليق به، تبكيه العقول قبل المآقي وتحتسب إلى الله أن يعوضنا رجالاً في قدره وقدرته.

Towa55@hotmail.com

@altowayan

مقالات أخرى للكاتب