Saturday 14/06/2014 Issue 15234 السبت 16 شعبان 1435 العدد
14-06-2014

روح الفريق.. والقتالية العالية.. مفتاح الفوز للمنتخبات العالمية

تلك الروح التي يراهن عليها كل من سبقونا في عالم كرة القدم هي المفتاح الأمثل لتحقيق الانتصارات في النزالات الدولية عند الخوض في غمارها. تلك الروح القتالية التي تدفع اللاعب للتحرك بسرعة فائقة والتركيز بصورة كبيرة لأداء مهامه داخل المستطيل الأخضر طوال تسعين دقيقة لكسب احترام وتقدير الجميع بغض النظر عن النتيجة التي آلت إليها المباراة. تلك الروح التي افتقدتها معظم منتخباتنا العربية (مع الأسف) في السنوات الأخيرة والتي دفعت بنا بعيداً عن الظهور والسطوع في سماء الكرة العالمية مع انطلاق عرسها الكروي الذي يمثلنا خلاله منتخب محاربي الصحراء المتميز بقوة وعزيمة وقتالية رجاله داخل الميادين الخضراء بشكل يجبر الجميع على احترام العمل الكبير الذي يقوم به المنتخب العربي الجزائري.

- البرازيل.. إيطاليا.. ألمانيا هي أكثر المنتخبات العالمية تميزاً بالروح والقتالية العالية، هي أكثر المنتخبات تتويجاً بالألقاب القارية والعالمية، ولن يتفوق أي منتخب عالمي مهما بلغت قوته الفنية على تلك المنتخبات الثلاثة إلا بالتفوق في عامل الانسجام والانتماء الذي ينبع من القلب والروح التي يمتلكها اللاعب البرازيلي والايطالي والألماني، ولعل المباراة النهائية لبطولة كأس القارات 2013 خير شاهداً على ذلك عندما قهر منتخب السليساو كل الفوارق الفنية بينه وبين أسبانيا (بطلة العالم وأوروبا) وكسب نتيجة المباراة النهائية بثلاثية نظيفة حيث صنعت روح الفريق الواحد وأنصاره ومدربه ومسؤوليه قوة كبيرة ارتقت بمنتخب السامبا لأن يتفوق في ذلك النهائي.

- في إيطاليا يطلقون عليها كلمة «قرينتا» وهي تعني الحماس والروح القتالية العالية التي تتصف بها المجموعة ككل بقيادة مديرها الفنية وتعبر عن قوة موحدة يؤدي بها كامل أعضاء الفريق، حيث يشتعل اللاعبون بالحماس والندية والإثارة لتحقيق نتيجة إيجابية، وبهمم وجدية يصعب كسرها في أي وقت من أوقات المباراة، و»القرينتا» هي السر الحقيقي الذي يميز «الأزوري» عن غيره من المنتخبات الأوروبية. ذلك السر الذي دفع بإيطاليا لأن تتوج بلقب كأس العالم لأربع مرات خلال تاريخها العريق (بفارق بطولة واحدة عن البرازيل صاحبة الرقم القياسي في الفوز بكأس العالم).

- كيف يتم شحذ همم اللاعبين المحترفين في أنديتهم.. والأغنياء مادياً في مجتمعاتهم.. لأن يقدموا أفضل ما لديهم عند أدائهم للواجب الوطني؟ ما هو السر الذي تتميز به المنتخبات الأوروبية، واللاتينية، ومؤخراً بعض المنتخبات الإفريقية والأسيوية؟ هل هو الاحتراف الحقيقي الذي يعيشه اللاعبون في القارة الأوروبية؟ أم أن السر يكمن في شخصية وتكوين اللاعب نفسه؟ للإجابة على تلك التساؤلات سنجد أن البيئة التي يتواجد بها اللاعبون هي العامل المشترك في نجاحهم مع منتخبات بلادهم، بالإضافة لتميز أدائهم بالروح والقتالية العالية داخل الميادين الخضراء.

- البيئة الاحترافية الموجودة في القارة الأوروبية هي العامل المشترك لنجاح منتخبات البرازيل وألمانيا وايطاليا وأسبانيا والأرجنتين وهولندا، وكذلك اليابان وكوريا الجنوبية، وساحل العاج والجزائر والكاميرون ونيجيريا وكل المنتخبات التي تزخر صفوفها بمحترفين البطولات الانجليزية والأسبانية والايطالية والألمانية والفرنسية وغيرها من البطولات الأوروبية العالية المستوى.

- الإعلام هو أحد أهم العوامل التي من شأنها التأثير على الروح والقتالية العالية والأداء العام لأي لاعب، والتركيز الإعلامي على ما يدور داخل المستطيل الأخضر في القارة العجوز هو السر الحقيقي لبروز اللاعبين المحترفين حيث إن أسهم النقد البناء هي ما يدور في خلد تلك المنافسات الأوروبية القوية، وقل ما نجد من الإعلام والبرامج التلفزيونية الأوروبية.. التوجه للبحث عما يدور خارج الميادين الخضراء بهدف خلق البلبلة والإثارة المصطنعة لاجتذاب اهتمام الناس، بل أن التركيز دائماً ما يكون حول التميز والإبداعات. والأضواء دائماً ما تتجه حول النجاحات، والنقاش دائماً ما يدور حول الإصلاح والتحسين والتطور، وليس من أجل التقليل والإهانة والتدهور.

- هل نمتلك داخل أروقة منتخباتنا العربية من يتميزون بالقدرة على شحذ همم اللاعبين؟ أو من يتسلحون بقوة الشخصية لبث الهيبة داخل نفوس النجوم وحثهم على القتال بروح عالية من أجل أوطانهم ولتشريف أسماء منتخباتهم؟ للإجابة على ذلك علينا بالعودة والنظر لنتائج منتخباتنا العربية الأخيرة، والتدقيق في المستويات الفنية الهزيلة التي ظهرت بها.

- تحية خاصة لأبطال الأخضر السعودي في كأس أسيا 1984... وتحية خاصة لأبطال الأخضر السعودي في كأس العالم 1994.

تويتر: @KHALED_AL_T

مقالات أخرى للكاتب