رؤوسنا في لفّة حشيش
في البدء، يجب أن نتفق على أن دفن رؤوسنا في الرمال، هو سلوك اعتدنا أن نسلكه في الكثير من القضايا. وبسبب هذا السلوك، تفاقمت لدينا الكثير من السلبيات، وعلى رأسها البطالة والإدمان على المخدرات وتجاوز الأنظمة المرورية وغياب وسائل التثقيف الاجتماعي.
وكل سلبية من هذه السلبيات، أفرزت وستظل تفرز سلبيات فرعية لا يعلم إلا الله إلى أين ستأخذنا، خاصة أنها كلها تتماس مع فئات الشباب، ومعروف أن النسبة العظمى في مجتمعنا محسومة للشباب.
إن الصورة المرعبة للعقل وللعواطف، والتي تمَّ تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي، لطفل وهو يلفُّ سيجارة حشيش، لن تمر مرور الكرام في تاريخ رصد التغيرات الاجتماعية.
فعلى الرغم من كونها صورة مستفزِة وبشعة ومحبِطة، إلاّ أنها يجب أن تخلق اتجاهاً جديداً لقراءة واقع تعاطي المخدرات في أوساط الشباب والشابات. وهذا الاتجاه يجب أن يتكئ على قاعدة إخراج الرؤوس من الرمال، ومواجهة الرياح العاتية بالأسلحة التالية: الشجاعة، الموضوعية، الشفافية، الحرفية.
ما نأمله، أن تكون هذه الصورة مفصلاً تاريخياً لعمل كل الأجهزة المعنية بالتربية والمكافحة والإعلام والدعوة والأمن والقضاء.
وليت رئيس كل قطاع من هذه القطاعات يضعها فوق رأسه، لكي تكون مفتاحاً صباحياً له، فربما يكون هذا الطفل ابنه أو حفيده يوماً من الأيام، وربما لو لم يحدث ذلك، أن تقوده أرواح هؤلاء الأطفال إلى مشهد يوم عظيم، يوم يقوم الناس لرب العالمين.
وهذا سيحدث حتماً، لو كل مسئول رمى بدوره لمرمى المسئول الآخر، كما كان وكما يظل يحدث!.
