Sunday 15/06/2014 Issue 15235 الأحد 17 شعبان 1435 العدد
15-06-2014

انسوا المونديال؟!

في هذه الأيام التي تدور فيها رحى التنافسات المونديالية بين صفوة منتخبات العالم، بين من يطمع في المنافسة على القمة، وبين من يفرض عليه واقعه الاكتفاء من الغنيمة بشرف المشاركة.. كل بحسب المتاح له من الإمكانات والمعطيات.. في حين يكتفي من هم خارج المعادلة -الذين نحن منهم- بالفرجة والاستمتاع.

** طبعاً لا يمكن أن ننسى ونحن نعيش أجواء المونديال، أنها الدورة المونديالية الثانية التي يغيب فيها الأخضر عن المشاركة، بعد أن كان أحد أضلاعها على مدى أربع دورات متتالية.

** وطبعاً لابد أن الكثيرين منا يتحسرون، وكانوا يمنون الأنفس بأن يكون لنا وجود في هذا المحفل العالمي الكبير، ومع ذلك لا يخفون تفاؤلهم وأمانيهم بمستقبل مشرق.. غير أن الأماني والتفاؤل شيء، والواقع شيء آخر.

** ذلك أن الأماني والتفاؤل لابد أن ترتكز على معطيات وملامح وبوادر محسوسة وملموسة وليس على مجرد خيالات ووعود.. بمعنى: هل الأساليب التي تُدار بها الأمور من تلك المرتكزات.. وهل منها التساهل في توجيه الألقاب والبطولات لتبدو على شكل مكافآت وهدايا.. وهل منها تباري اللجان المنوط بها فرض النظام والعدالة، على حصد أكبر قدر ممكن من الإخفاقات، بل من الفشل الذريع.. ومن ثم السؤال الأهم عن مدى القناعة بأهليّة من تم انتدابهم لتقييم عمل تلك اللجان -مع الاحترام لأشخاصهم-، ثم ألا تلاحظون أن المناصب باتت (للوجاهة والبروزة) أكثر من كونها للعمل الجاد الرامي إلى تلمس احتياجات ومتطلبات النهوض بالكرة الخضراء وفق الأساليب الإدارية والتنظيمية والخططية الحديثة، لا على الأساليب البالية، والأهم من ذلك الإعتاق من ربقة الوصاية؟!!.

** علينا أن ننسى أننا تأهلنا للنهائيات المونديالية أربع مرات متتالية.. كذلك علينا ألاّ ننسى أن المنتخبات التي عبرناها وتأهلنا على حسابها آنذاك، أضحت الآن تتقدم علينا في كل شيء، وبمراحل.. وأن علينا التفكير ملياً في إمكانيات التأهل للنهائيات المونديالية على المدى المنظور.

** للعلم: ما قلته آنفاً لا علاقة له بالتشاؤم والتفاؤل، وإنما هي قراءة متأنية ومتفحصة، على طريقة (ليالي العيد تبان من عصاريها).. وكم سأكون في غاية السعادة والزهو لو حدث العكس، وللتأكيد أكثر: لا مكان ولا مجال هنا للمزايدة.

أين يكمن العيب؟!

دأبت بعض الإصدارات الصحافية اليومية على تعاطي (الأكاذيب والإساءات) -والعياذ بالله- كمادة تسويقية أساسية ومحورية، فيما تظل باقي موادها الأخرى مجرد حواش بعد أن تستحوذ الأكاذيب والإساءات على القيمة الفعلية لمحتوى الإصدار لدى الشريحة (الخاصة) من القراء الذين أدمنوا الرقص على هذا النوع من الإيقاعات؟!!.

** هي تمارس هذا السوء الأخلاقي والمهني.. وإن شئت فقل: الخيانة، بعد أن حددت الاتجاهات والجهات المُستهدَفة، وبعد أن حددت أنماط المتلقين الذين سيتلقفون هذا النوع من البضاعة الفاسدة بكل شغف؟!!.

** يركّبون الأكاذيب المنطوية على الإيذاءات والإساءات بحق خلق الله، ويعزونها إلى مصادرهم الخاصة، ولأن الكذب في ديننا الحنيف (رذيلة) حتى لو لم ينطو على إيذاءات أو إساءات فما بالنا والأمر كل ذلك.. لهذا فمن المؤكد أن تلك المصادر التي غالباً ما تكون مصطنعة ووهمية، إنما هي (شيطانية) زينت لهم سوء عملهم إما طمعاً في الربح، أو بغرض التشويه، أو بكليهما معاً؟!!.

** ويبقى السؤال : هل يكمن العيب في ضمير المسؤول عن الوسيلة الإعلامية الذي يستمرئ تعاطي هذا النوع من القبح.. أم في وعي المتلقي الذي يدعمه ويشجعه على المضي قدماً في غيّه من خلال التطبيل له، والإقبال بشغف على نتاجه الفاسد ؟!!.

لقد طفح الكيل يا رجالات الهلال؟؟

** كأني باللوبي التكتلي إياه، لم يكتف بما حققه خلال الموسم الماضي تحديداً من مكاسب عينية ومعنوية وإيذائية على حساب كبير الكبار (الهلال)، إذ من الواضح أن النجاح الذي تحقق لهم، قد أغراهم برفع سقف أطماعهم إلى درجة الترصد الكيدي السافر للمدرب الجديد في سبيل تلويث سمعته وتكريهه في المجتمع السعودي وأجواء العمل فيه، وبالتالي إيثار السلامة والهرب بعيداً عن هكذا أجواء استهدافية (دائية وعنصرية) من خلال استخدام العقيدة مطيّة، فيما العقيدة بريئة من أهدافهم براءة الذئب من دم يوسف، ولدينا الكثير من الشواهد والأدلّة؟!!.

** هم يدركون هذه الحقيقة تمام الإدراك.. ويدركون أيضاً أن الناس ليسوا أغبياء يمكن أن تنطلي عليهم مثل هذه الألاعيب.. ولكنهم يتمادون في غيّهم بعد أن اطمأنوا إلى خلو البيت الهلالي الراهن ممن يمكن أن يتصدى لكيدياتهم المتنامية، فضلاً عن ثقتهم بقدرتهم على امتطاء ظهور الدوائر وبعض مسؤوليها لتنفيذ مخططاتهم الاستهدافية؟!!.

** يا للعجب العجاب!!.

** حملة شرسة (وقحة) كهذه هدفها الإضرار بالهلال الكيان عياناً بياناً، ثم يأتي تفنيدها عبر تغريدة (تويترية) لاتسمن ولا تغني من جوع.. فهل هان الهلال لدى رجالاته إلى هذا المستوى المعيب؟؟!!.

** أنا أتساءل رغم علمي ألاّ مجيب.. فقط ما على المحب الهلالي إلاّ انتظار المزيد من الهوان، والله المستعان!!.

المعنى:

من يهن يسهل الهوان عليه

ما لجرح بميت إيلام

مقالات أخرى للكاتب