Friday 20/06/2014 Issue 15240 الجمعة 22 شعبان 1435 العدد
20-06-2014

لماذا أكتب .. لماذا أقدم برامج ثقافية؟

كنت أود أن أشاركك أيها القارئ الكريم مقالاً في عشق السفر إلى الأماكن الريفية في أوروبا أو في أمريكا التي أحب قضاء ما استطعت من إجازتي في ولاياتها المتنوعة المعالم بين مدن متمدنة بامتياز ومناطق غابات وطبيعة بطابع مختلف ناهيك عن ناسها الطيبين ومعاملتهم الإنسانية الرائعة، أو وبما كنت لأكتب مقالاً عن جيزيل خوري وبرنامجها الجديد في BBC، وعن الفرق في تقديمها للبرامج المباشرة التي تحمل قضايا ساخنة آنية والجدل الذي تثيره والصراحة التي تفرضها في حضورها وبين البرامج المسجلة واجترارها ذاكرة قد لا تكون مهمة للمشاهد اليوم.

لكني أشعر أنني الأقرب لنبضك، والحياة في تفاصيلها الصغيرة التي قد تؤذينا بما اقترف السفهاء منا، لذلك وجهت مقالي هذا إلى موضوع آخر أطلب ردك ورأيك فيه.

ما تفرضه الثقافة السائدة في مجتمعاتنا أحياناً والاستمرار في الوقوع في الخطأ، بل إلى حد الإصرار عليه، جعلني أتساءل ويؤرقني هذا السؤال جداً: لماذا تسنُّ القوانين في بلادنا إن كان الأكثرية يتجاوزونها، وإن كان دفع الغرامات وينتهى الموضوع هو ثقافة البعض؟ لماذا أكتب أو أنشر كتباً أو تغريدات إن لم يكن أحد يقرأ ويتأمل؟ لماذا نتعلم؟ لماذا نقرأ إن لم نترجم ما نقرأه ونحظى بعالم نستحق أن نعيش فيه بثقافة ونظافة وكرامة؟

إن اتفقنا أننا لم نصل ما وصلت إليه دول أوروبا وأمريكا، ويتذمر البعض منا وينعتنا بالتخلف (وطبعاً هو منا)، وإن ينفض البعض الآخر كفيه من الوضع الذي لا ينصلح، فإن هذا لأننا لا نريد التغيير، أو ليست لدينا الإرادة كي نتبدل من حال إلى حال!

تقصد مطعماً (وهذا كمثال) ويمكن أن يتسبب لك طعامه في تسمم غذائي وحرارة مرتفعة وانحطاط في الجسد، وقد تنقطع عن العمل وتنعزل عن أفراد الأسرة خشية انتقال العدوى لهم، وما أصابك هو نتيجة الإصابة ببكتيريا تسبب بها أكل مطعم لم يراع شروط الصحة والنظافة، أو تسمم غذائي أو فايروس، ثم بكل سهولة قد يأتي المسؤول في المطعم ليبرر توسخ الأطباق وما أعطيت من ملاحظات بأن الخطأ وارد!!!!

قد تسحب ماكينة الصراف الآلي مبلغاً قد أودعته لعطل فني فيها، ويكون سبب الإيداع تسديد مبلغ مستحق عليك لجهة ما، ثم بعد ساعات من استخدام (بنك) فون؛ أي الهاتف المصرفي تقدم بلاغاً للبنك، ورغم حقك وعثور الفرع على المبلغ في اليوم التالي فإنك لا تحصل عليه إلا بعد أسابيع وقد استنهكت طاقاتك ووقتك في الاتصال والشكوى!

قد تقف في طابور طويل على كاشير أو في متجر ثم يصدمك أحد بعربته ليقف قبلك، وأن طالبت بحقك تأزم الوضع وتعالت الأصوات ودبّ شجار عنيف بينكما، وإن سمحت له فالمصيبة أعظم!

ربما يتأجل عملك في دائرة ما يومين آخرين أو ثلاثة لأنك بعد انتظار طال وبكل سهولة أقفل الموظف مكتبه وغادر قبل الوقت بحجة إحضار الأولاد من المدرسة مثلاً! أو لم يقبل أن يتأخر لحظات لينهي فيها معاناتك ثم تعود ما بعد الإجازة للبدء من جديد! ثم تتعطل عن أعمالك وتكون واحداً من أسباب الزحمة في الرياض لتنهي ما قد يمكن انتهاؤه بلحظات! والمواقف كثيرة التي لا تعبر عن تنظيم في الحياة وتجاوز للأنظمة وتعد على حقوق الغير وعدم تجلي أخلاق الدين الإسلامي في تصرفاتنا وحياتنا.

لن أكتب الحلول التي قد أراها، بل سأترك بين يديك قارئي الكريم ما أشرت لبعضه وأسألك: كيف يمكن أن نحظى بحياة تليق بنا وبإنسانيتنا دون أن يغلي دمنا في عروقنا نتيجة كل موقف يمر بنا يومياً؟

«لن يغير الله بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».

من أول البحر:

في ظلي

أتوارى ما انتصف اليوم وآناء الليل

في ظلي أبحث عن بيضاء كنت

ثم بحول الله اتقد الجمر فصرت رمادا

في برهة وقت

قد أتحول ظلا لست أنا

قد أركض خلف العتمة فوق البيت

أو أغدو ظلا لفتاة تركض في الحقل

لا..

أنا ظل الغيمة فوق البيت وتحت سماء الوقت

mysoonabubaker@yahoo.com

Mayabubaker@ تويتر

مقالات أخرى للكاتب