Monday 07/07/2014 Issue 15257 الأثنين 09 رمضان 1435 العدد
07-07-2014

بكائيات دراما رمضان!!

حينما نشاهد التلفاز هذه الأيام في شهر رمضان ولياليه المباركة تتقافز إلى الذهن أسئلة ملحة من قبيل: أين المَشاهد الطريفة والمسلية للصائم فيما يقدم من قبيل الكوميديا في جل الشاشات التلفزيونية؟ وأين الرسائل التربوية المعبرة في حكايات الأطفال؟! وأين الصور الإنسانية المؤثرة في ذكريات البعض؟ وأين الأحداث المثمرة والقصص الهادفة في بعض المسلسلات من أجل علاج الكثير من المشاكل اليومية والإسهام والسعي قدر المستطاع بإعادة العلاقات الاجتماعية والأسرية والزوجية إلى أوضعها الطبيعية؟!

ربما في الخاطر والوجدان حول هذه المشاهد المرسلة أسئلة كثيرة، يمكن للمشاهد أن يضيفها إلى ما سبق من تساؤلات، نحسب أن جلها مشروعة، وتأتي في صميم العلاقة المتصلة بين التلفاز والمشاهد في هذا الشهر - سيد الشهور - رمضان الكريم.

فالترفيه في رمضان مطلب مهم، ولاسيما من خلال التلفاز ووسائل الإعلام الأخرى، إلا أن ما يتسيد المشهد هو التلفاز بلا منازع، لكن ما يلاحظ أن ما يعرض منذ أعوام لا يرقى فنياً إلى مستوى أن يقال عنه ترفيهاً، لأسباب يمكن لنا إيجازها بإيضاح حقيقة عدم التوازن فيما يعرض من البرامج والتمثيليات والمسلسلات، حيث يطغى الجانب الدرامي المفترض أو المتخيل على هذه المشاهدات اليومية، وربما يتجاوزه إلى البكائيات والمناحات غير المبررة فنيا وحدثياً.

أمر آخر يخرج المتعة والفائدة من حالة ما يقدم في ليالي رمضان من مسلسلات، يتمثل في انتهاج أسلوب كشف الكثير من الصور الأسرية والأنماط الاجتماعية التي قد تجدها في أي وقت وطوال العام على نحو الطلاق والهرب واليتم وقضايا الميراث واقتسام المال، إلا أن العرض الدرامي لها في هذه المسلسلات غالباً ما يكون مبالغاً فيه إلى درجة لا تقبلها الذائقة المتميزة، وإن وجدت في المجتمع نسبة من المشاهدة العالية.

حالة البكاء واللوعة والفقد والصراخ والعويل وارتداء الملابس السوداء واللطم والفقد وصور العذاب واستخدام المؤثرات الصوتية والتقريبية هو ما تكتظ به هذه اليوميات الرمضانية أو الليالي التي ينشد فيها إلى جانب الروحانية والتقى مشاهد هادفة وقصص هادئة، وذات تأثير سلوكي جيد، ينعكس على المشاهد إيجاباً ويحقق أهداف الرسالة الفنية.

وحينما تحصر الأعمال التلفزيونية المقدمة للمشاهد التي يقال عنها «دراما» تجد أن جلها وفي الكثير من وسائل العرض لا تخضع لمعيار نقدي تقييمي، وعلى وجه الخصوص ما يقدم لساحة المشاهدة في دول الخليج العربي، ولا بد لنا أن نتوقف عند قضية الكم وهو ما يراد له أن يكون موجوداً دون أن يكون هناك تقنين أو محاسبة أو تقييم لأوجه الضعف، أي أن عرض بعض هذه الأعمال لا ترقى أحياناً إلى مستوى المتابعة وإن تم متابعتها من قبل فئة معينة فإن الفائدة المرجوة منها قد تكون محدودة جداً.

فالأجدى في ظل هذه الهجمة الاستهلاكية للمسلسلات والتمثيليات التلفزيونية والدرامية أن نحرك النشاط الإنساني ودور الذائقة، وأن نُفَعِّل روح النقد بأسلوب هادئ رزين بعيدا عن أصوات التشنج والبكاء والمناحة على نحو ما نراه، وأملنا كبير في أن تنتهج هذه المؤسسات التي ترعى مثل هذه الأعمال الأسلوب الأمثل من أجل تحقيق معادلة المتعة والفائدة.. أي متعة المشاهد الذي يبحث عن الجملة الدرامية التي تأتي في وقتها ومكانها المناسب، والفائدة المرجوة منها كعلاج ناجع ومفيد، وهذا هو طرف المعادلة التلفازية المهمة في هذا الشهر الكريم.

hrbda2000@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب