Sunday 13/07/2014 Issue 15263 الأحد 15 رمضان 1435 العدد
13-07-2014

«غزة» ضحية شعارات الإخوان .. واختطاف حماس !

نفس المشكل يتكرر مرة بعد مرة، مغامرة عبثية من طرف صغير حتى في حساباته، تتحول إلى حرب و اجتياح من الطرف الأقوى والجاهز للرد بلا روادع، وبردود أفعال متوقعة سلفا!

نفس المشهد يتكرر، وفي غزة مرة اخرى،اختطاف، ثم اطلاق متبادل للصواريخ، يتبعه اجتياح إسرائيلي للقطاع، والحصيلة دائما موت العشرات واصابات المئات من الفلسطينيين الضعفاء، وأضرار محدودة جدا في الجانب الإسرائيلي.

ثم نفس ردود الافعال من خارج القطاع تقريبا، نواح،وبكاء على غزة الجريحة، ولوم وطلبات للعرب المشغولين بأزماتهم الحادة بالتدخل والنجدة.

كلنا مع الشعب الفلسطيني الضحية، لكن لا يمكن لعاقل أن يشاهد هذا القتل، كل هذا القتل والدم، ويحتفل بأوهام وشعارات لا تحمي من قصف ولا تمنع اجتياح.

حتى ومع عودة دولة الخلافة المزعومة ووجود خليفة للمسلمين من داعش كما يتوهمون! لم ولن يتغير شيء.. فالشعارات لا تحمي المساكين، لكنها تستغفلهم وتستهلكهم !

وأيضا نفس الاخطاء، وذات التوظيف، ووضع اللوم على تقصير الآخرين، فيما حسابات ما يسمى بالجماعة الإخوانية والجهادية أو المقاومة-أو سمها ما تريد- حسابات بلا توازنات أو منطق، أو على واقع يسندها، مجرد استعراض فاشل لصفائح حديدية تطير في السماء وتقع صدفة على أى شيء داخل اسرائيل. ثم حين يحدث اجتياح - معلن سلفا أن له وقتا محددا وتنتهي أهدافه - يصبح لدى هذه الجماعات كذبة مكررة تتحدث عن نصر مقدس مع انتهاء الاجتياح وبكل أضراره!

والنتيجة النهائية تتكرر هى أيضا- انهيار الخدمات الصحية الإسعافية تقريبا نتيجة عدد الجرحي والقتلى، عدم القدرة على إنقاذ الاحياء تحت الانقاض، وخسائر مادية كبيرة، فيما رموز «المقاومة» يطلقون الأعيرة الكلامية، والصواريخ التهديدية، والوعود بنصر مبين، مطالبين المساكين بالصبر والثبات.

وفيما الشعب المسكين الأعزل -الذي يعاني من الفقر أصلا- يواجه بصدور عارية الصواريخ والدبابات، تذهب القيادات الجهادية والإخوانية إلى جحورهم المعدة والمحصنة مسبقا، هذا بخلاف القيادات المقيمة في دول خارج نطاق المواجهة، وتبعد عنها مئات الكيلومترات. أو أولئك المؤججين للمشهد والصراع من اجهزتهم الإلكترونية ومكاتبهم أو منازلهم الفارهة!

انهم ببساطة يقامرون بشعب كامل ويهربون إلى جحورهم تاركين البسطاء الأبرياء تحت النار، هم الإخوان وقادة حماس والتنظيمات العشوائية فاحذروهم!

هناك عامل مشترك مهم في تحريض اسرائيل -الجاهزة أصلا للرد على مثل هذه المواجهات والهجمات- من لبنان حيث حزب الله إلى غزة حيث حماس الإخوانية يأتي اختيار التوقيت وكأنه أمر مسطر من طهران لخدمة ازماتها، «فتش عن المستفيد»، وهي المستفيدة دائما، والمواجهة الآن -مثلا- تأتي في وقت وصل فيه الضغط على حليفها نوري المالكي في العراق على مرحلة متقدمة، وفيما حماس تمارس مناوشاتها الخطرة كان المالكي يضرب بقوة مدن انتفضت عليه. وكذلك يفعل الأسد في سوريا.

لذا كم هو مضحك شكل تلك الحماسة الغبية التى تطالب بتدخل دول عربية عسكريا لإنقاذ «غزة الجريحة» والحقيقة انها دعوات ساذجة جدا من جانب، و سيئة النية جدا من جانب آخر، تهدف لتوريط الجميع في مغامرة أكبر من أجل زجها في صراع لا تكافؤ فيه..

الأمر المريح والتفوق السياسي خليجيا هو في سياسة واقعية متمكنة، لا تستمع للاصوات الثورية والاسلاموية المقامرة بغيرها من الشعوب، وهذا هو سر استقرار الخليج. وهو أمر لا يعجب أعداءه من إخوان وإيران واتباعها في العراق وسوريا ولبنان وغزة..

أعان الله شعب غزة على مختطفيها.. ولهم الدعاء أن يحميهم من العدوان الاسرئيلي، ويفك أسرهم من اختطاف حماس وإخوانها لشعب القطاع..

@AlsaramiNasser

مقالات أخرى للكاتب