Thursday 17/07/2014 Issue 15267 الخميس 19 رمضان 1435 العدد
17-07-2014

حالات رمضانية

حالة (1):

في أول أيام الشهر الكريم وكما عادتنا دائماً تجتمع العائلة كلها مع الوالدة في منزل أحد إخوتي لتناول طعام الإفطار والمباركة بالشهر الكريم.. حين خرجت من منزلي كانت الساعة تقارب السادسة والثلث مساء.. لم يتبق على الإفطار إلا القليل ورغم أن منزل أخي كان قريباً، لكن رعونة السائقين وحدّة مزاجهم وعدم إدراكهم لخطر الآلة المميتة التي يستقلونها وحرصاً منهم على الوصول إلى نقطتهم قبل الأذان جعلت هذا المشوار كابوساً مرعباً كدت أذهب أنا وأولادي ضحيته مرتين؟؟!!

المشكلة أن لا أحد ممن كان سيصدمنا أحس بشيء أو توقف للتفكر أو الاعتذار عما بدر في أول يوم صوم له؟؟؟ ألا ترون ذلك مدهشاً حين نفكر في عمق معنى الصيام لزيادة ارتباط المسلم بالمسلم والإحساس بالآخرين في فقرهم وحاجتهم مقابل الركض اليومي الذي نقوم به خلال أشهر السنة، لكن حين يتحول الصيام إلى عادة ويرتبط ببعض السلوكيات الاجتماعية العامة من حيث كميات الأكل والولائم في الفطور والسحور.. ننسى تدريجياً لماذا أمرنا الخالق بهذه الشعيرة العظيمة؟.. تذكر بعض الإحصاءات الصادرة عن الهيئة العليا لتطوير الرياض والمشرفة على طريق الملك عبد الله أن أعلى نسبة حوادث تقع في هذا الطريق هي قبل الإفطار مباشرة!! وتوصياتهم: لكي نصل آمنين إلى وجهتنا علينا أن نقدم مشوارنا أكثر من نصف ساعة عن المتوقع.

حالة (2):

دلفت إلى محل بيع خضار القصيم، ووقفت أمام الجزء الخاص بالورقيات أتبضع وفجأة لفت انتباهي صوت جدل حاد يجري في مقدمة المحل الكبير نسبياً بين بعض العمال الذين يقومون بإنزال خضار وتمر القصيم من سيارة كانت واقفة أمام المحل وبين بعض عمال المحل نفسه.. استمر الجدل ثم خفّت حدته لتعود إثر احتكاك جديد وكان العمال الأجانب من حولي ينظرون بغضب لأحد العمال اليمينين الداخل في الشجار، فيما قطّب الباقون وجوههم وكرر أحد اليمنيين «اللهم أنهي اليوم على خير».. وتدخل أحد السعوديين قائلاً.. اذكروا الله نحن في رمضان.. كانت نظرات العمال الأجانب حادة ومحزنة لكنها أيضاً مخيفة.. فكرت ماذا لو حصل أي اضطراب من أي نوع.. كيف سيتعامل العمال الأجانب مع السعوديين من حولهم؟؟.. كيف سيتعامل مئات الآلاف من العمال الأجانب في مزارع وقرى المملكة المترامية الأطراف وهم الذين يعملون طوال النهار دون تنظيم ولا يحصلون إلا على أقل القليل من الأجور ولا توجد صيغٌ واضحة لتأمين صحي لهم أو تقاعد إضافة إلى سوء المعاملة وذلها الذي نراه ونلمسه في التعامل مع كل العمال غير المهرة وفي كل قطاع؟.. تذكرت ما حصل للكويتيين أثناء الاجتياح الغاشم من صدام وكيف التفت عليهم الكثير من العمال العرب والأجانب بعد سقوط دولتهم آنذاك وعاثوا فساداً وسرقةً وقتلاً للأنفس انتقاماً من عشرات السنين من التعذيب والذل وإساءة المعاملة.. ولم أجد إلا أن أدعو الله لنا الستر والرحمة!

الحالة الرمضانية المتكررة.. شهداء غزة:

الشهيد رقم (15) باسل سالم كوارع خان يونس 10 / أعوام.

الشهيدة رقم (19) فوزية خليل حمد بيت حانون / 62 عاماً.

الشهيدة رقم (26) نايفة فرج الله / 80 عاماً.

الشهيد رقم (37) الطفل نضال خلف النواصرة / 5 سنوات.

الشهيدة رقم (52) سليمة حسن مسلم العرجا / 60 عاماً.

الشهيدة رقم (53) مريم عطية محمد العرجا / 11 عاماً.

الشهيد رقم (76) عبد الله رمضان أبو غزال بيت حانون / 5 أعوام.

الشهيد رقم (82) حسن عودة أبو جامع خان يونس / 75 سنة.

الشهداء.. كل عائلة البطش:

الشهيد ناهض نعيم البطش غزة 41 عاماً.

الشهيد بهاء ماجد البطش غزة 28 عاماً.

الشهيد قصي عصام البطش غزة 12 عاماً.

الشهيد عزيزة يوسف البطش غزة 59 عاماً.

الشهيد محمد عصام البطش غزة 17 عاماً.

الشهيد أحمد نعمان البطش غزة 27 عاماً.

الشهيد يحيى علاء البطش غزة 18 عاماً.

الشهيد جلال ماجد البطش غزة 26 عاماً.

الشهيد محمود ماجد البطش غزة 22 عاماً.

الشهيد مروة ماجد البطش غزة 25 عاماً.

الشهيد ماجد صبحي البطش غزة.

الشهيد خالد ماجد البطش غزة 20 عاماً.

الشهيد إبراهيم ماجد البطش غزة 18 عاماً.

الشهيد منار ماجد البطش غزة 13 عاماً.

الشهيد آمال حسن البطش غزة 49 عاماً.

الشهيد أنس علاء البطش غزة 10 أعوام.

الشهيد قصي علاء البطش غزة.

تتصدر الأخبار أن سبعة عشر قتيلاً هم من أسرة واحدة؟؟!!، وأن حصيلة القتلى وحتى اليوم السابع بلغت 176 وأن كل الصواريخ المرسلة من غزة أو جنوب لبنان لم تسفر عن إصابة واحدة في صفوف الإسرائيليين؟؟! نعم تخطئ أعين الإعلام الأجنبية رؤية ما يحدث لغزة وبوكي مون من الأمم المتحدة يدعو الطرفين للتهدئة (؟؟؟) لكنه لا يستطيع أن يرى عدد الموتى من الأطفال والكبار من المدنيين الذين لا ناقة لهم ولا جمل في الصراع الذي تدخل فيه إسرائيل كطرف شرس ودموي في صراعها مع حماس أو حزب الله.. كم هو عبثي أن تصبح فجأة رقماً من قائمة الموتى ولا يكون هناك حتى وقت لإذاعة اسمك في آخر لحظاتك؟.. كل هذا العنف الذي يسقط على هؤلاء الصغار سنراه مستقبلاً في مزيد من العنف والانتقام.. ومن يلومهم؟؟؟

مقالات أخرى للكاتب