Friday 18/07/2014 Issue 15268 الجمعة 20 رمضان 1435 العدد
18-07-2014

أيها المصلي .. أنت أمام ملك الملوك

لو افترضنا أن هنالك ملكاً من الملوك متصفاً بالجود والكرم، وأردت مقابلته لمساعدتك، وقضاء بعض حوائجك، وحصلت على موعد لمقابلته، فماذا ستفعل عندما تقف أمامه، وأنت تظن أن هذا الملك يكرم رعاياه بالآلاف المؤلفة ؟ هل كنت تستعجل في الوقوف أمامه، وتبادر إلى الانصراف إلى دكانك، الذي يدر عليك خمسين، أو مئة ريال في اليوم؟ وبماذا سيصفك كل عاقل سمع بحكايتك؟

وهذا مثل ضربته لتوضيح المسألة - ولله المثل الأعلى - المتعلقة بوقوف المصلي أمام ملك الملوك، ورب العزة والجلال، الذي أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له: كن فيكون، كيف يستعجل المصلي في صلاته، وينقرها نقر الغراب، ويبادر إلى الخروج من المسجد، وكأنه كان محبوساً؟ فإذا سألته عن سبب العجلة، والانصراف، أجابك بأنه مرتبط ببعض الأشغال ومستلزمات الحياة، وغير ذلك، ولاشك أن هذه التصرفات تدل على غفلة شديدة، وعدم إدراك لحقيقة الموقف، فهل يدرك هؤلاء أهمية الصلاة ؟ وهل يعون أنهم في صلاتهم واقفون أمام الله - عز وجل - الذي بيده مفاتيح كل شيء ؟ وكيف لاينتبهون إلى أن يسألوا الله - عز وجل - في صلاتهم وفي سجودهم، كل ما يشغلهم، ويريدون قضاءه ؟ فرب دعوة في الصلاة فتحت لصاحبها من الكنوز والمنافع ما لا يعلمه إلا الله، وأعظم ذلك كله شعورك بالطمأنينة والراحة النفسية، والأمان المطلق، وأنت واقف بين يدي الله تعالى، مع ما يكتب لك من الأجر والثواب الذي ستجده يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، فقد كان إذا حزبه أمر، واشتد عليه كرب، فزع إلى الصلاة، ولجأ إلى رحاب الله، وكان يقول: أرحنا بها يابلال، وكان يقول: وجُعلت قرة عيني في الصلاة، والصلاة عماد الدين فمن أقامها فقد أقام الدين ومن تركها فقد هدم الدين.

فاللهم اجعل قرة أعيننا في الصلاة، واجعل راحتنا وطمأنينتنا في الوقوف بين يديك، والخشوع في الصلاة في ضيافتك في بيوتك .

alomari1420@yahoo.com

مقالات أخرى للكاتب