Thursday 24/07/2014 Issue 15274 الخميس 26 رمضان 1435 العدد
24-07-2014

أين يجدها المريض النفسي ؟!

يعاني المريض النفسي أكثر بكثير مما يعانيه المريض العضوي، وذلك لأن ثقافة المجتمع لم ترقَ إلى المستوى الذي تستطيع من خلاله تفهم معاناة الأول، على الرغم من أنه لا فرق بينه وبين الثاني، فكلاهما يعانيان من مشكلة مرضية، سببها خلل في الوظائف العضوية.

المريض النفسي في نظر المجتمع شخص غير كفؤ للقيام بدوره، وليس من المناسب أن يشارك في المناسبات أو الحوارات أو الفعاليات. إنه ممن يجب أن يبقوا في بيوتهم وتتم رعايتهم والإشراف عليهم. وبسبب هذه النظرة، تحول المريض النفسي في المجتمع إلى عبء كبير على نفسه وعلى غيره. والحقيقة العلمية تقول إن كل شخص منا يعاني مرضاً نفسياً ما، بشكل أو بآخر، وأن الفرق بين المريض النفسي العلني والمريض النفسي المتخفي، أن الأول صادق مع نفسه، ويحاول أن يطلب العلاج من المختصين، ليقضي على مرضه. أما المريض النفسي المتخفي، فإنه يدمر نفسه ويدمر غيره، لأنه يفترض أنه شخص خارق للعادة، وأن إنقاذ الآخرين من الهلاك الاجتماعي، هي مسؤوليته!

إن غالبية عيادات الطب النفسي في المملكة لا تصل إلى المستوى المهني المطلوب، وتكاد تكرّس عزلة المرضى النفسيين. المريض يأتي للعلاج، فيجد أمامه طبيب أكبر همه هو رسوم الزيارة. يصف له دواءً تَوقّفَ العالمُ عن استخدامه. يبحث المريض عن الدواء المكتوب بوصفة «مُراقَبة» في كل الصيدليات، فلا يجده؛ لماذا؟! لأن الدواء رخيص والصيدلي الكذاب لا يريد وجع رأس، فينكر أنه متوفر لديه! كل هذا على مسمع ومرأى من وزارة الصحة.

مقالات أخرى للكاتب