Sunday 27/07/2014 Issue 15277 الأحد 29 رمضان 1435 العدد
27-07-2014

نساء إسرائيل .. السبايا!!

بلغ الاعتداء بالدعاء مرحلة حرجة، لدرجة أن إمام وخطيب أحد الجوامع في المملكة أخذ منه الحماس مأخذه في خطبة الجمعة - حين أورد مأساة الفلسطينيين في غزة إثر الاجتياح الإسرائيلي الغاشم عليها - فدعا الله أن يجعل نساء اليهود في إسرائيل سبايا يتم بيعهن في أسواقنا بقصد إذلالهن!

والعجيب أن الدعاء بصلف عند كثير من المسلمين أصبح الوسيلة المريحة للمطالبة بالحقوق أو إراحة الضمير وحشد الناس! والدعاء - بلا شك - من العبادة، لكن الركون له فقط عجز وجهالة!!

ولقد أسفت لذلك الدعاء، وكنت أتمنى من الخطيب أن يدعو لشباب المسلمين بالإخلاص بالعمل الشرعي والدنيوي، وأن يرفع البلاء عن الأمة الإسلامية، ويجمعهم بعد فرقة!

ولست أدرك سبباً للتركيز على المرأة، وخصها بالدعاء، ولاسيما في شهر رمضان! فأئمة المساجد بلا استثناء يدعون دوماً بصلاح النساء بالذات، ولا يشركون الرجال معها بالدعاء في جزئية الصلاح، وكأنها هي الفاسدة الوحيدة، وهو تجنٍّ واعتداء! وعليه، فلا عجب حينما يدعو خطيب الجمعة بسبي النساء الإسرائيليات دون الرجال!! وهذا التوجُّه الحالي هو فكر داعشي بامتياز؛ إذ تعمل به داعش وتطبقه في المناطق المنكوبة والمحتلة في أجزاء من العراق وسوريا، حيث فرضت الجزية على المدن التي يقطنها غير المسلمين، وتسببت بجلاء السكان وتشريدهم! وهذه التصرفات الحمقاء تظهر المسلمين بصورة وحشية غاية في الظلامية إذا علمنا أن داعش تعتقل كل سيدة لا ترتدي نقاباً، وتجرّم التدخين وتجلد المدخنين!

وإن كان السبي وفرض الجزية قد أُقرا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين فهو لا يناسب وقتنا الحالي، هذا الزمن الذي تحكمه التقنية والوسائل المتقدمة، وتستخدم به الدبابات في الحرب بدلاً من الدواب، وتتخذ أسلحة القتل من المدافع والرشاشات بديلاً عن السيوف والرماح، والقنابل بدلاً من المنجنيق! وهذا السلوك لن تقبله الدول التي ترتبط معنا بمعاهدات ومواثيق دولية.

كنت أتمنى من ذلك الخطيب الدعوة للمسلمين بالتخلق بخلق الرسول صلى الله عليه وسلم، والسير على منهجه في العبادات والمعاملات مع بعضهم ومع غيرهم؛ ربما يكون ذلك دافعاً لاعتناق اليهود ونسائهم الإسلام، أو كف أذاهم عن فلسطين وأهلها بدلاً من أن يوغر صدورهم ضدنا عندما يتمني سبي نسائهم، أو يستدعي سخريتهم بنا من الفكرة ذاتها!!

أما المدهش فهو ارتباط المرأة بالحروب والقتال والتفجير، سواء بوعد المفجرين بالحور العين في الجنة، أو سبي النساء وتملكهن وإذلالهن في الدنيا!!

rogaia143@hotmail.com

Twitter @rogaia_hwoiriny

مقالات أخرى للكاتب