Thursday 31/07/2014 Issue 15281 الخميس 04 شوال 1435 العدد
31-07-2014

الحزبيون .. حماس .. والرهط !

اختلفت الرؤى حيال أحداث غزة، فهناك من تعامل مع الحدث بعاطفة جياشة، وهناك من تعامل معه بعقلانية، ويستوي في ذلك الأفراد، والدول، والحق يقال إن من يكون تحت قصف نيران العدو، مثلما هم أهلنا في قطاع غزة الجريح، ليس بحاجة لمن يصرخ، ويشجع، وكأنه في ملعب لكرة القدم، وهو في ذات الوقت يتجشأ طعامه الفاخر، ويجلس مع أسرته، تحت التكييف البارد، بل هو في حاجة لصاحب الرؤية العقلانية الذي يسعى لتجنيبه الموت، والدمار، ومع ذلك فإن العاطفة الجياشة كانت هي سيدة الموقف، لدرجة أنه تم اتهام دول، وأفراد بالتصهين لمجرد أنهم طالبوا بإيجاد حل يساهم في ايقاف قتل أبرياء غزة، وفي ذات الوقت تم تبجيل دول، وأفراد عهد عنهم الصراخ، واللعب على عواطف الناس، مع أن تاريخهم مليء بالدجل، وبيع الكلام المعسول الذي لا يغير من الواقع شيئا .

فها هو أحد الزعماء يهدد، ويتوعد اسرائيل على الطريقة النجادية، وهو في ذات الوقت يرتبط معها بعلاقات متينة، بل ويشاركها في المناورات العسكرية، وترتبط بلاده معها بعلاقات اقتصادية ضخمة، ويتقمص دور البطل صلاح الدين، ولكن في الكلام الرخيص فقط، وفي مقابل هذا، هناك الزعماء الحقيقيون، والذين لا يتقنون فن الحديث المخدر، بل يفعلون، ويدعون أعمالهم تتحدث عن نفسها، وهذا ما تفعله المملكة وحلفاؤها باقتدار، ففي الوقت الذي يتاجر فيه ذلك الزعيم وغيره بدماء الأبرياء، أثناء قصف اسرائيل لأهلنا في غزة، تجد المملكة وحلفاءها يعملون من خلف الكواليس على ايقاف الهجوم الإسرائيلي بكل وسيلة ممكنة، ويدعمون بالمال بلا حدود، فلا يهمهم ما يقوله المزايدون، اذ هم قد نذروا أنفسهم لقضية المسلمين الأولى منذ عقود، ويعلم اخواننا في فلسطين تماما إلى من يلجؤون في الملمات.

وفي خضم كل ذلك، تفرغ بعض السعوديين الحزبيين المأجورين للتقليل من دور المملكة، وحلفائها حيال مأساة غزة، واختزلوا هذه القضية المركزية في تنظيم حماس الإخواني، ولذا فقد تسلطوا على ساسة، ومثقفي الوطن متهمين إياهم بالتصهين، والتصهين في نظر هؤلاء هو عدم دعم حماس، فقد أصبحت حماس هي فلسطين الجريحة !!، وهي حيلة يريد هؤلاء من خلالها إعادة التعاطف مع تنظيم الإخوان الرئيس، والذي خسر كل شيء بعد انكشاف أمره، وسقوطه المريع خلال موجة التثوير العربي، والغريب أن لهؤلاء الحزبيين رهطا يتابعهم، ولا يسلم من شره أحد، فبمجرد أن يشير زعيم الرهط بإصبعه، ينطلق الرهط من القيود الأخلاقية، ويهاجمون كل من له وجهة نظر مختلفة، حيال مأساة أهلنا في غزة، ولزعماء الرهط نقول : إن فلسطين في قلوبنا، وصحائفنا تشهد بذلك، ولئن اعتقدتم أنكم ستعسفونا على الإصطفاف مع تنظيم الإخوان من خلال الترهيب، فأنتم واهمون، فالتنظيم الحزبي للإخوان ممثلا بحماس شيء، وفلسطين الجريحة شيء آخر، فهل تعقلون؟!.

ahmad.alfarraj@hotmail.com

تويتر @alfarraj2

مقالات أخرى للكاتب