Monday 04/08/2014 Issue 15285 الأثنين 08 شوال 1435 العدد
04-08-2014

أما آن للمحرضين أن يحاسَبوا؟!

منذ بدأت حرب غزة لا يفتأ المحرضون يهجوننا في وسائل التواصل الاجتماعي، ويهجون كل حلفائنا، ويصبون جام غضبهم على الرئيس المصري تحديداً، وكأن المملكة لم تبذل كل ما في وسعها لمساعدة أهلنا في غزة. ولأن هؤلاء المحرضين جبناء فهم لا يذكرون المملكة بالاسم، وإن كانت هي هدفهم، فهم يتناغمون فيما بينهم، ويساعد بعضهم بعضاً. والغريب أن أحد الدعاة المحرضين، الذي لا يخفي حزبيته، يروج لهؤلاء المحرضين، ويحض الدهماء على متابعتهم، وهو سبق أن أقسم بأنه يرى الخلافة الإسلامية قادمة، وعندما سُئل لاحقاً أنكر ذلك، مع أن التسجيلات ما زالت موجودة، وفضحت كذبه، وانتهازيته، ولا يراودني شك أنه لو سئل الآن عن تشجيعه للمحرضين لأنكر، واستكبر، كما يفعل دوماً.

وهؤلاء المحرضون السعوديون، الذين لا يخفون حقدهم على الوطن، ويحرضون على أمنه واستقراره، ينزعجون بشكل كبير من كل من يكتب دفاعاً عن الوطن أمام هجمات المغرضين، ثم يتسلطون تشنيعاً وتجريحاً عليهم، ويشجعون رهطهم على شتمهم وإيذائهم، فهم يعملون بشكل منظم، كما هم الحزبيون المتأسلمون دوماً، وتقوم استراتيجيتهم على مسارين، فهم يحرضون على الوطن، وينتقصون من كل خطوة تقوم بها المملكة، وفي الوقت ذاته يلاحقون كل من يتوقف في طريقهم من المخلصين. والطريف أن الأمر بلغ من السوء حدًّا، أن أحد إخواننا الفلسطينيين كتب مشيداً بمواقف المملكة، فما كان من أحد المحرضين السعوديين إلا أن هاجمه، وطلب منه إثبات ذلك!! وهذه ظاهرة يندر أن يوجد لها مثيل في أي بلد في العالم.

وما يستوقفنا كثيراً هو أن بعض هؤلاء المحرضين لا يستشعرون انتماءهم إلى بلد بحجم المملكة العربية السعودية، فنجده يتهجم، ويحرض، ويزايد في هجائه للوطن، ولمواقفه من أي قضية، وهذه حالة تستعصي على الفهم، ولا يمكن تفسيرها، ناهيك عن فهمها، فمنذ متى كان الوطن جداراً قصيراً تقفز عليه هذه الأقزام، وتستهين به، وبهيبته؟ وتفسيري الخاص هو أن هؤلاء من ضعيفي الانتماء شاهدوا مشاهير المحرضين السعوديين وهم يتطاولون دون أن يمسهم سوء، فسايروهم غير عابئين بنظام، ولا سلطة. وعلى من يشكك في كل كلمة كُتبت هنا أن يتابع وسائل التواصل الاجتماعي هذه الأيام؛ لأن الأمر بلغ حدوداً لا يمكن فهمهما، ولا تحملها، فلم يبقَ إلا أن يدعو هؤلاء المحرضون إلى حمل السلاح. فمَن يعلق الجرس؟ فقد بلغ السيل رؤوس الجبال!

ahmad.alfarraj@hotmail.com

تويتر @alfarraj2

مقالات أخرى للكاتب