Thursday 07/08/2014 Issue 15288 الخميس 11 شوال 1435 العدد
07-08-2014

موافقة (الزوجة الأول)!

يوم (أمس الأول) كانت السهرة على إحدى إذاعات الـ FM الشبابية حول اشتراط موافقة الزوجة (الأول) للاقتران (بزوجة ثانية) من المغرب. وعينك ما تشوف إلا النور (كناية عمّا تسمع أذنك) من مداخلات نارية، وحوارات ساخنة حول القضية؟!

لو كان المذياع أكثر إنصافاً لخرج صوت (صهيل الخيل) و(غبار النزال) بين (آل داحس) من (عطران الشوارب) و(آل غبراء) من (ماجدات العرب)، في معركة عنوانها (واخزياه)؛ فقد حمي (الوطيس) بين المشاركين. المتصلون يقولون هذا كلام (غير عادل)، وهذه مسألة شخصية بين الزوجين، ويمكن التعدد دون (قيد أو شرط). أما المشاركات فقد اتفقن على عنوان واحد (رفض الموافقة، والمساومة بالتعدد كخط أحمر). شدني السجال بين المستمعين، وتعليقاتهم النارية والساخرة أحياناً، ولهيب الفواصل الغنائية التي تزيد (الزيت على النار)، لكن الغريب أن أكثر من 90 % (بلا مبالغة) من الاتصالات كان أصحابها (عزاباً)، غير متزوجين!!

(ويل للمتزوجين) من تدخلات ومداخلات وفلسفة (العزاب)؟!.

نحن مجتمع فريد من نوعه، فقضايا العنوسة لدينا أكثر المشاركين فيها عبر وسائل الإعلام (سبق لهم الزواج)!! بينما قضايا (الطلاق والتعدد) من يحرصون على الإدلاء بدلوهم، وتقديم تجاربهم ونصائحهم، هم (العزاب من الجنسين). ويمكنك ملاحظة ذلك في معظم شؤون حياتنا الأخرى (البطالة، الفقر، الأيتام.. إلخ). نحب دائماً العمل بالوكالة نيابة عن الغير، والتحدث والتنظير في أمور لا تعنينا أو تمسنا مباشرة. أسمِها ما شئت (لقافة، حرص، فراغ، مجتمع متعطش للتعبير والمشاركة، زود اهتمام).. المقصود أن صوت من يعنيهم الأمر في معظم قضايانا (غائب أو مُغيَّب)، وكأننا نجيد فقط التحدث عن الغير، بينما نتحاشى ما يعنينا مباشرة، وهذا ملحظ خطير؛ يجب البحث في أسبابه الاجتماعية!

منذ فبراير عام 2007م ونحن نسمع عن اشتراط موافقة الزوجة (الأول) للاقتران بزوجة ثانية من المغرب. المؤسف أنه مع كل تعديل أو تنظيم جديد منذ ذلك التاريخ حتى اليوم تكون الإثارة فقط من (عزاب المجتمع). يبدو أن المُعددين لا وقت لديهم لسماع (برامج الإذاعة) أصلاً!

كان الله في عونهم. سمعنا وسلمنا. وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب