09-08-2014

استعدادات الأندية.. وأهدافها التسويقية والترويجية

** حددت العديد من الأندية الأوروبية الكبيرة أجندتها قبل انطلاق الموسم الكروي الجديد بصورة تتوافق مع تحقيق أهدافها التسويقية والترويجية لشعارتها ومنتجاتها عندما اختارت الأماكن التي أقامت بها معسكراتها الخارجية لإعداد لاعبيها.. وذلك لتتمكن من توسيع قاعدتها وشعبيتها بشكل أكبر وبآلية تثري خزائنها وتصب في مصالحها وترفع من معدلات ربحيتها. ويعد الدخل المالي الذي وصل لخزينة مانشستر يونايتد بعد فوزه بالبطولة الودية الدولية قبل أيام بمبلغ قدره ثمانية ملايين جنيه إسترليني أكبر مثال على النجاح في كل خطوة يخطوها النادي حتى في استعداداته للموسم الجديد.. وأنقسمت الأندية الأوروبية بين آسيا والولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق تلك الأهداف.. والتي تتلخص في عدة نقاط سأذكرها بإيجاز في مقال اليوم.

** أولاً.. إعداد اللاعبين بدنياً وذهنياً وفنياً للموسم الكروي الجديد من خلال إقامة المعسكرات الخارجية التي من شأنها خلق أجواء ترفيهية للاعبين، وبصورة يمكن من خلالها اختصار الكثير من العمل على المستوى البدني والفني والجماعي مما ينعكس إيجاباً على العلاقة التي تنشأ بين اللاعبين ومدربهم. وتمكن تلك المعسكرات المدربين من تقييم حالات اللاعبين بصورة أفضل مما يسهم في تطوير مستوياتهم وتخصيص برامج من شأنها تحسين وتطوير عطاءاتهم. ومن الأمثلة على ذلك حالة الظهير الأيسر الانجليزي الجديد لوك شاو المنضم حديثاً لصفوف مانشستر يونايتد حيث رأى المدرب لويس فان جال أن يتم تخصيص برنامج له للقيام بواجباته الدفاعية والهجومية على أكمل وجه وبطريقة تتلاءم مع أسلوب مدربه.

** ثانياً.. الوقوف على التشكيل الأساسي الذي سيعتمد عليه المدرب، وتحديد الأسماء الاحتياطية التي من شأنها تقديم الإضافة عند الزج بها. بالإضافة لتحديد الأسماء التي لن يستفيد منها الفريق والتخلص منها قبل انطلاق الموسم إما بالإعارة أو البيع.. حتى لا يترتب على بقائها نمو المشاكل في الفريق من جهة، وحتى يتحقق الدخل المالي من توفير المرتبات التي تدفع لهم من جهة أخرى.

** ثالثاً.. خلق الانسجام بين أفراد الفريق ومدربهم.. والتناغم الذي يتم على أساسه الأداء داخل المستطيل الأخضر.. فذلك العنصر الحيوي يتم بصورة أفضل وأسرع عند إقامة مثل تلك المعسكرات، ويصعب على كل مدرب تحقيقه عند إشرافه على أي فريق يدربه. وهو أحد أهم أسرار نجاح الأندية البطلة.

**رابعاً.. اكتساب لياقة المباريات للاعبين من خلال إقامة مباريات ودية أثناء فترة المعسكر. وإدخال اللاعبين في نسق ونمط المباريات القوية من خلال التنافس الذي ينشأ بمواجهة أبرز النجوم في الأندية الكبيرة الأخرى. مع ملاحظة أن لياقة المباريات تختلف كلياً عن اللياقة البدنية التي يكتسبها اللاعب خلال التدريبات التي يجريها بشكل يومي. ومن الأمثلة على ذلك شاهدنا الصراع البدني الكبير بين العديد من اللاعبين خلال منافسات البطولة الدولية الودية للأندية 2014 في الولايات المتحدة وبالذات في مباراة روما وريال مدريد عندما اصطدم الظهير البرازيلي الأيسر الجديد دودو بالظهير الإسباني الأيمن كارفخال. فما حصل في تلك المباريات هو ما يحصل بالفعل في المباريات الرسمية الحقيقية أثناء منافسات الموسم، وهو ما يهدف إليه المعسكر الخارجي بإكساب اللاعبين مثل تلك التجارب والمواقف.

** خامساً.. الترويج لاسم النادي ومنتجاته وعلامته التجارية في الأسواق العالمية.. فمثل تلك الجولات الآسيوية والأمريكية من شأنها رفع الشعبية لدى محبي وعشاق تلك الأندية مما ينعكس إيجاباً على مبيعاتها لمنتجاتها بصورة ترتفع معها معدلات الربح. كما أن معظم الأندية الأوروبية تمتلك قاعدة جماهيرية جيدة في جميع أنحاء العالم وهو ما يدفعها للسفر وإقامة معسكرات تمكن محبيها من الاقتراب منها أكثر.

** أثبتت التجارب السابقة إيجابية النتائج لمثل تلك المعسكرات الخارجية، ولعل ما يثبت ذلك هو قيام بعض الأندية بتغيير شعارتها التي توضع على قمصانها لكي تحقق معدلات بيع أعلى، ومن أبرز تلك الأندية قيام نادي ميلان الايطالي بتغيير شعاره بصورة لاحظنا من خلالها إلغاء الصليب الموجود على الشعار السابق حتى يحقق معدلات بيع أعلى لعشاقه ومحبيه الذين كانوا يتفادون اقتناء القمصان التي تحمل علامة الصليب.

** تتعارض رغبات بعض المدربين مع الأهداف التسويقية والترويجية التي يخطط لها مسؤولي النادي بشكل علمي ومدروس، وقد ينتج عن ذلك التعارض بعض المشاكل التي من شأنها أن تؤثر سلباً على عمل المدرب ولاعبيه، ومن أبرز الأمثلة التي حدثت على مثل هذه النقطة هو معارضة المدرب الايطالي انتونيو كونتي للجولة الآسيوية التي حددتها إدارة النادي في اندونيسيا واستراليا وسنغافورة. وترتب على ذلك استقالة المدرب الايطالي من منصبه.. إضافة لوجود العديد من الأسباب الرئيسية الأخرى.

** التناغم الإداري والفني يجب أن يسبق خطط وقرارات الأندية التي توضع وتتخذ قبل انطلاق الموسم الكروي، وفي حال غياب ذلك التناغم والتوافق فإن الأثر السلبي سيظهر دون أدنى شك مع انطلاق الاستعدادات الكروية.. مروراً بمنافسات الموسم وبطولاته.. وختاماً بنتائج الفريق التي آلت إليها مبارياته.

تويتر: @KHALED_AL_T

مقالات أخرى للكاتب