11-08-2014

كلفة في الجامعات لكن دون قبول

تواجه الجامعات السعودية مشكلة القبول وعجزها عن حل استيعاب الطلاب المتخرجين من الثانويات العامة رغم أن الجامعات عملت على إحداث مرحلة جديدة هي السنة التحضيرية لمدة عام أو حتى فصل دراسي كمرحلة استيعابية قبل الوصول للكليات لكنها لم تحل مشكلة القبول ولا فرز الطلاب أو تصنيفهم, بل زادت من كلفة التعليم على الدولة وعلى الأسرة السعودية، فأصبحت كلفة التعليم على الدولة في الداخل أكثر من كلفة الابتعاث للجامعات الغربية، أي أن ميزانية الابتعاث سنوياً (150) ألف طالب وطالبة وفي أفضل الجامعات العالمية، في بيئة علمية ومدن حضارية متميزة، يعادل ميزانية جامعة واحدة من الجامعات الناشئة.

ما لذي يفسر طوابير الطلاب اصطفافاً أمام صالة مدير الجامعة لمقابلته، أو وقوفاً في ممرات عمادة القبول والتسجيل وساعات الانتظار للطلاب والآباء والأمهات أمام مداخل مدير الجامعة بحثا عن مقعد أو تغيير كلية أو تخصص إذن أين ذهبت الأموال التي وجه بها الملك عبدالله حفظه الله ولمدة تزيد عن (12) سنة وجهت مباشرة للجامعات, أعطيت ميزانيات سنوية بالمليارات وأضيف لها فائض الميزانية، أرقام مالية لم تعرفها الجامعات طوال تاريخها من مدن جامعية ووظائف لأعضاء هيئة التدريس وللأبحاث والخدمات المساندة, مليارات من الريالات أمر بها الملك عبدالله للجامعات ولأكثر من عقد أعطتها وزارة المالية للجامعات بسخاء ومرونة دون تباطؤ فأين ذهبت إذا لم توفر المقعد، حتى أن وزارة المالية هي بنفسها قامت ببناء جامعة الأميرة نورة في زمن قياسي ومليارات أيضاً قياسية من أجل استيعاب كليات البنات بالرياض.

تحصلت المناطق الرئيسة: الرياض، مكة المكرمة, الشرقية، المدينة المنورة.. على أعلى نصيب من الأموال وخصصت لها ميزانيات كبيرة وشبه مفتوحة، وبالمقابل نجد أن أزمة القبول مازالت قائمة في المدن الكبيرة: الرياض، جدة, الدمام. فتكدس الطلاب عند أبواب إدارات الجامعة مازال قائماً وهو دليل على فشل النظام الآلي والإجراءات مما أعاد الجامعات إلى الأنظمة التقليدية في القبول وزاد من حالات استجداء و(التذلل) لمديري الجامعات للحصول على مقعد أو تغيير التخصص وتحويل إلى كلية, فالمشهد غير حضاري ولا يعكس طموح بلادنا.

مديرو الجامعات ممن درسوا بالجامعات الغربية أو زاروها يعرفون جيداً أن الحصول على قبول الجامعات ليس بالمعجزة يتحصل عليه الطالب من: جهازه بالمنزل، من المحمول في أي ركن من مقهى شعبي، من مقاهي الإنترنت, من مكاتب خدمات المبتعثين، من صديق مبتعث دون الحاجة للسفر أو الاستجداء والانكسار عند باب مدير الجامعة.

مقالات أخرى للكاتب