موقع جوهرة الشرقية وأسئلة أخرى

سبق أن كتبت مقالين حول الملاعب الجديدة التي صدر الأمر الكريم بتأسيسها بكل منطقة، أكرر التقدير بشمولية توزيعها على جميع المناطق وأضيف اليوم بعض التساؤلات التي تبدت من خلال إعلان بعض المناطق عن تحديدها أراضي خاصة بتلك الملاعب، وذلك على أثر إعلان شركة أرامكو المعنية بالإشراف على تنفيذ تلك الملاعب أن المنطقة الجاهزة أراضيها ستحظى ببدء التخطيط والتنفيذ حالاً، وهو الإعلان الذي أشعل التنافس بين إمارات المناطق، كل يريد أن يثبت جاهزيته لبدء مثل ذلك المشروع.

إعلان مواقع الأراضي المخصصة للملاعب ببعض المناطق أثار تساؤلات بعض أهالي المناطق، حيث بدا وكأنه يحاول المسارعة على حساب الدراسة والتخطيط المناسب، وأعتقد أن أرامكو ووزارة البلديات والرئاسة العامة لرعاية الشباب مسؤولة عن ذلك، لأنها لم تجتمع معاً وتحدد مواصفات المواقع المطلوبة.

لا أقصد المساحات فقد أعلنت أرامكو أنها ستكون نحو مليون متر مربع، ولكن أقصد مواصفات محددة مثل بُعد الملعب عن التجمعات السكنية؟ وعن أماكن الاكتظاظ التجارية؟ وعلاقته بالطرق الرئيسية المؤدية إليه؟ وبعده عن مجاري السيول؟ وغير ذلك من المواصفات؟

سأذكر مثالاً اقتراح تأسيس ملعب المنطقة الشرقية بجوار المطار القديم. هل الطرق المؤدية إلى ذلك الموقع متعددة ولا تعاني ضغطاً كبيراً، سيزداد مع إنشاء استاد بتلك المنطقة؟ لماذا لم يقترح الملعب خارج المدينة وفي موقع بين المدن الرئيسة كأن يكون فيما بين الجبيل والدمام أو الدمام والأحساء أو قرب المطار الجديد؟ الموقع المقترح قرب المطار سيكون قريباً من أكبر أسواق المنطقة الشرقية وساحلها السياحي وطريق الجامعات الثلاث بالمنطقة والمستشفيات والقاعدة الجوية والمطار القديم، وهذا يعني أنه سيسبب القلق والإزعاج لمنسوبي تلك الجهات وروادها عندما تحدث المباريات والمناسبات الكبرى بالمنطقة.

بل إنني وفي هذا الشأن أسأل هل من الضرورة أن يكون الاستاد الرياضي بالعاصمة الإدارية للمنطقة؟ هل يوجد معايير توضح بعده عن أقرب أستاد رياضي بالمنطقة؟ ومرة أخرى أعود لمثال المنطقة الشرقية، لماذا نضع الاستاد في مثلث الدمام الخبر الظهران رغم وجود استاد الأمير محمد بن فهد واستاد الراكة وملاعب النهضة والقادسية والاتفاق النموذجية والصالة الرياضية وملاعب ثلاث جامعات في محيط أقل من عشرين كم؟ لماذا لا يكون الاستاد، إما خارج المدينة بين المدن/ المحافظات الرئيسية، كما أشرت أعلاه، أو في المحافظة الأكثر تميزاً في كرة القدم بجانب الدمام، محافظة الأحساء؟

السؤال الأخير وهو يقع في ملعب رعاية الشباب ووزارة التخطيط والجهات الاقتصادية الأخرى، هو عن فلسفة إدارة ملاعب كرة القدم أو المؤسسات الرياضية السعودية. هل هناك فلسفة واضحة في عملها؟ وأقصد هنا فلسفة اقتصادية وفلسفة اجتماعية وفلسفة تنظيمية؟

هل نريد أن تقدم تلك المؤسسات أهدافا تنموية وشبابية واجتماعية إضافة إلى مجرد لعب كرة القدم؟ إذا هل نؤسس ملاعب كرة قدم أم مدنا رياضية تنموية بكل منطقة؟ الملاعب تسهم في إيصال الطرق إليها وجذب حركة العمران نحوها وغير ذلك من مظاهر التنمية..

هل ستدار تلك الملاعب/ الرياضة السعودية وفق منهج الخصخصة والقطاع الخاص؟ إذا حددنا ذلك نسأل هل سنؤسس الملعب بفكر استثماري ليدار عن طريق القطاع الخاص أم سيكون مبنى حكومياً وليس له نظام استثماري خاص به؟ بمعنى آخر هل يؤسس بجانب الملاعب مرافق استثمارية ويتم تسليمها لشركات استثمارية تسهم في زيادة مداخيلها، سواء خلال أوقات المباريات أو خلال بقية أيام السنة؟

الخلاصة؛ نحتاج رؤية وفلسفة عمل تسبق بناء الملاعب الضخمة...

وللموضوع بقية.