16-08-2014

الخلافة الإسلامية والدولة الكردية

نتيجة لهزيمة المحور: ألمانيا والنمسا والإمبراطورية العثمانية الإسلامية عام 1918م في الحرب العالمية الأولى ضد الحلفاء: بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، روسيا، نتيجة لذلك تم خلع السلطان العثماني عام 1922م وإلغاء الخلافة الإسلامية عام 1924م. ومن شروط الحلفاء على استسلام الدولة العثمانية وقيام تركيا الحديثة عام 1923م أن يعلن مؤسس تركيا الحديثة كمال أتاتورك إلغاء الخلافة الإسلامية ونهاية دولة الخلافة.

هذا الحرص الغربي من إنهاء أي صفة إسلامية لإمبراطورية أو تجمع أو إمارة إسلامية نجده اليوم مغايراً، حيث يتم الترحيب بإقامة منظمات إسلامية ودولة الخلافة، كما هي دولة الخلافة (داعش) العراق وداعش سوريا، ودولة خلافة في ليبيا وسيناء مصر، وفي اليمن إمارة حوثية، وفي البصرة إمارة شيعية، وعلى أجزاء من الموصل إمارة القبائل العربية السنية. قد تكون هذه طروحات ومخاوف قابلة أو غير قابلة للتنفيذ، لكن ما يحضر له ويتم صناعته وبشكل جاد وحقيقي هو صناعة دولة كردية شمال العراق، بسلاح وعتاد عسكري من بريطانيا وفرنسا والتشيك، بل أسلحة من جميع دول الاتحاد الأوربي بما في ذلك الحلف الأطلسي, ومدهم بالذخيرة والطائرات والدبابات والأسلحة الثقيلة والنوعية بحجة الدفاع عن النفس ومحاربة داعش، كما أن أمريكا مدت الأكراد بالخبراء العسكريين، وبدأت أمريكا في قصف تجمعات داعش شمال العراق وتجمعات قبائل الموصل التي تحركت ضد بغداد واتجاهها إلى السيطرة على منابع النفط المتنازع عليها، وتوسع ثوار القبائل على حساب الأقاليم الكردية.

يتم الآن تهيئة المجتمع الدولي لولادة الدولة الكردية من عباءة داعش العراقية، وتحضير تركيا وإيران لقبول الدولة الكردية الجديدة رغم مخاوفهما من اقتطاع أجزاء من أراضيهما، لكن إيران وتركيا تأملان من هذه الخطوة ترحيل جميع الأكراد من أراضيهما والزج بهم في الأقاليم العراقية.

فقد فعلت هذه الخطوة بريطانيا عام 1948م بجمع شتات اليهود من أوروبا وخلق وطن لهم في فلسطين ومدهم بالسلاح وجعلها حرب تحرير، وكما فعلت أمريكا بإنشاء دولة للمسيحيين في جنوب السودان على حساب الأراضي العربية وعلى حساب الانتشار الإسلامي في العالم بخاصة في أوروبا وأمريكا, وهذه سياسة بريطانية قديمة ولا زالت منذ التقسيم الأول سايكس بيكو 1916م التي قسمت العالم العربي إلى مناطق نفوذ واستعمار بريطاني فرنسي واستمر هذا التقسيم حتى بعد الاستقلال العربي مع تغييرات على الحدود وتعديل في بعض الأنظمة حتى جاء الربيع العربي وتشكلت به بعض الأنظمة واختلت الأرض العربية، وورثت أمريكا الاستعمار الأوروبي لخلق كيانات جديدة، كما يجري الآن من إعداد دولة كردية بمباركة من تركيا وإيران.

مقالات أخرى للكاتب