18-08-2014

تنافس بطعم التفاهة..!!

كان المنظر مهيباً ومفرحاً والدوري السعودي ينطلق بهدير جماهير تملأ الملاعب، وتقدم الصورة المطلوبة للاستثمار.. الشعبية.. القوة.. حب كرة القدم..

أهداف بالجملة.. شهدتها الجولة الأولى.. نصفها تقريباً تعد من أجمل الأهداف وأحلاها..

أداء غالبية اللاعبين الأجانب مرتفع جداً، وجهوزيتهم عالية..

الإعداد البدني والفني والتحضير كانا لافتَيْن للكثير من الفرق..

كل تلك المعطيات الرائعة وجدت من يحطمها ويدوس عليها..!!

هل قرأتم وشاهدتم ما أفرزته كل تلك المعطيات؟؟!!

لقد أفرزت نتاجاً وتعاطياً إعلامياً وجماهيرياً سلبياً في الكثير من الأطروحات عبر منابر الإعلام والتواصل المختلفة..!!

هجوم حاد على التحكيم، وكأن الجميع يريد حكماً دون خطأ..!!

إنه أمر مستحيل، لكن هذا الطرح يحضر ليدوس الكم الهائل من إيجابيات المباريات..!!

هجوم حاد على لجان اتحاد الكرة، وكأنهم يريدون تفصيلها بالمقاس على المزاج التعصبي لهذا الفريق أو ذاك..!!

قضية بيع تذاكر أو توزيعها وتعداد الجماهير أصبحت رأس الحربة وعناوين المنافسة، بينما داخل الملعب الكل يصمت عن التفاصيل..!!

كرتنا الجميلة مشوهة بقبح التنافس خارج الملعب..!!

حتى أسئلة بعض المراسلين تصيبك بالغثيان؛ فهي خارجة عن سياق الواقع، وتركض بلهفة لملء الشاشة بإثارة كلها خارج سياق النص الفني؟؟

بعض الإعلاميين سطحيون بتفكيرهم وتغريداتهم وتوجهاتهم.. أفقدوا المنافسة جمالها، وهم رواد التعصب ونار الخلافات والكراهية المقيتة..!!

لم نعد نعرف عن منافسات الكرة سوى القضايا التافهة التي تحشر أنوفنا..!!

نحن ورثنا ثقافة التعصب الإعلامي والجماهيري؛ ولذلك سنظل مكبلين بحدود دنيا للتفكير الكروي المتطور، وسنظل ندور داخل فلك الجهل والتخلف رغم توافر كل المعطيات اللازمة أمامنا للنهوض بالفكر الكروي، وتنمية الإحساس الجميل بمعنى التنافس..!!

إن المتابع الجيد للتحولات التي تحصل يدرك تماماً أننا أمام بركان قادم من الخلافات والتشتت الذي سيدمر منتخباتنا الوطنية ومواهبنا الصاعدة..!!

نعم، هذا هو الواقع القادم إذا لم تتم عملية ترميم الأفكار المنحرفة إعلامياً والتعليقات التويترية التي يعاقب عليها القانون.. وهذه مسؤولية المؤسسة الرياضية الشبابية..

دعونا نتنفس هواء منافسات مثيرة، حدودها داخل الملعب؛ لننعم بأداء رفيع. أما القضايا التافهة فدعوها لأصحابها..

قبل الطبع

من كان عاجزاً عن تغيير مستقبله كان عن تغيير «حاضره» أعجز!

msultan444@hotmail.com- بريدة

@msultan444 :تويتر

مقالات أخرى للكاتب