20-08-2014

تمزيق صحيفة التسويات الظالمة المقاومة للخروج على صحيفة التسويات الظالمة العاثرة

هل تنهي الهدن المضطربة تلك الحرب الإسرائيلية المستدامة على غزة..؟..

هل يرد العزة لغزة وللوطن العربي غير تمزيق صحيفة التسويات كما فعلت المقاومة بقواها الشعبية على الأرض الحرة؟..

الحمد لله على وقف العدوان على غزة. لابد أن كلاً منّا قد تنفس الصعداء لوضع حد لتلك المذبحة الإنسانية المريعة التي ارتكبت فيها إسرائيل أمام عيون العالم كله من أقصاه إلى أدناه بقاراته الست ما لم ترتكبه أقوى قوى الشر البربرية والفاشية.

طوال التاريخ البشري لأبشع الحروب. يقدم كيان الاستعمار الاستيطاني الصهيوني أقسى أنواع القتل العمد للأطفال وللمدنيين نساء ورجالاً على مدى عدة أسابيع بليالها ونهاراتها ودقائقها وثوانيها مع شن أعتى أشكال التشويه الدائم عن سابق عمد وإصرار لكل عرق من عروق الحياة على أرض غزة الصامدة في الحصار, من تقطيع الأطراف وفقأ العيون إلى طمس الملامح وتذويب العظام بتلك المواد الحربية المحرمة المحتوية على مركبات نووية والتي تؤدي إلى سرطنة فورية لخلايا ضحاياها ليموت من لم يمت فورياً موتاً مؤجلاً في غضون بضعة أشهر.

كما أكدت ذلك التقارير العلمية لعدد من الأطباء الغربيين الذين اطلعوا على حالات جرحى غزة ممن فاق عددهم الأربعة آلاف جريح. وربما ذلك يجيب جزئياً على سؤال عدم التصريح لكثير من الدول المستعدة لاستقبال جرحى غزة رغم أن الكثير أراد المشاركة الإنسانية في رفع أهوال هذه الحرب عن أهلها المحاصرين ولو بالمداواة.

على أن السؤال البديهي والملح والخطير في هذه اللحظة الفادحة هو: هل يعني وقف العدوان الوحشي على غزة أن سلسلة الحروب الإسرائيلية المتلاحقة في المنطقة قد انتهت؟.. هذا السؤال يجب أن يظل يرن في قاع الذاكرة كجرس إنذار يذكرنا بالتاريخ الاستعماري الدموي في المنطقة من تمزيق الخارطة العربية بسايكس بيكو إلى تمزيق العراق بالاحتلال الأمريكي وما بينهما وما بعدهما إلى الحرب الصهيونية المتواصلة على مدى ستين عاماً بما لا يصح أن نسميها إلا بـ(الحرب الإسرائيلية المستدامة في المنطقة). إننا نرى أن طرح هذا السؤال ولم تجف بعد دماء أحرار غزة وفي هذه المرحلة التي قد لا يراها البعض إلا مرحلة للملمة الجراح والتستر على ما خلفته من إحراج سياسي أمر في رأينا هام جداً لنضعه نصب أعيننا ونفكر به بصوت مشترك، وذلك لئلا لنستسلم لمزيد من اليأس أو نسلم بمصير الموات أو في أحسن الأحوال نضع أيدينا على خدودنا في انتظار مفاجأة عدوان جديد. لقد أعادت المقاومة النبيلة لأهل غزة النصاب للحق في طرح مثل هذا السؤال وملاحقة المجرم برائحة جريمته البواح.

إذ لابد ونحن لا نزال نعيش حقيقة العدوان العارية أن نعيد النظر إن كان لا يزال فينا قدرة على التفكر والإبصار في الاحتمالات الممكنة لخيارات غير الخيار العربي القائم على الرضى بواقع الانكسار والتسويات خاصة وقد كشفت الحرب على غزة عن ذلك المخزون الوطني الهائل المقموع أو المهمل من الاستعداد الشعبي على امتداد الوطن العربي على للمشاركة بالغالي من الدماء والأرواح كما كشفت المقاومة تلك الطاقة الهائلة على الاستبسال.

التجربة على مدى الأربعين عاماً التي ظننا أننا ودعنا فيها المد الاستعماري بأشكاله التقليدية العسكرية والسياسية قد برهنت أنه كلما صدقنا أن ذلك الاستعمار قد طوى أشرعته وانطوت صفحة سطوته على المنطقة في سجلات الماضي أطل برأسه من جديد يمسح يديه من دمائنا في أكفاننا أحياء دون أن يكون لدينا من القوة المعرفية أو الإرادة السياسية أو الاستعداد العسكري أو القاعدة الاقتصادية أو مشاركة القوى الاجتماعية ما يكفي لجعله يكف عنا ويتركنا لشأننا لولا بارقة الأمل التي أطلقتها غزة في الدماء.

هل من يستطيع أن يضع تاريخ تقريبي لللعام الذي كتب فيه هذا المقال تلك جراحنا التي نمشي بها على طرق التهلكة لولا ريشة المقاومة؟.. تحيا المقاومة رغم أنف الممرغين بوحل الاستسلام أو اليأس.

هذا ولله الأمر من قبل ومن بعد،،،

Fowziyaat@hotmail.com

Twitter: F@abukhalid

مقالات أخرى للكاتب