23-08-2014

ربط داعش بالسلفية

قبل أيام، كتبت مقالا حذرت فيه من محاولات الساسة الغربيين، ووراءهم الإعلام الغربي ربط تنظيم داعش بالإسلام السني، وقلت إن هناك محاولات جادة لهذا الربط، ما قد يعني أن هناك مخططا لاستهداف بعض الدول السنية بالمنطقة، بعد ربطها بداعش، وبالتالي بالإرهاب، والغموض حول داعش لا يتوقف، بدءا من دعمها، والوثائق التي تشير إلى أنها صنيعة استخباراتية غربية، وليس انتهاء بهروب القوات العراقية المدعومة أمريكيا من أمامها، وتلكؤ جيش المهدي، وغيره من الفصائل العراقية في مواجهتها، وما زلت أكرر أن استهداف أمريكا العسكري المحدود لداعش ليس محاولة للقضاء عليها، بل لتهذيب سلوكها على الأرض، وذلك عندما تتحرك أكثر مما يجب!

ويبدو أن تنظيمات الإسلام السياسي في الخليج، والمعادية للحكومات الخليجية، فرحت فرحا عظيما بهذا الربط، فحلقت به بعيدا، إذ إن أحد الدعاة المشهورين في المملكة، كتب تغريدة على تويتر، أشار فيها إلى أن داعش نبتة سلفية!، ولم يكد يكتب ذلك، حتى تقاطر الحزبيون الخليجيون من كل صوب، في محاولة لتأكيد هذا الربط، بين داعش، والسلفية، الذي لو تمعنا النظر في مغزاه لفهمنا أن مقصد تنظيمات الإسلام السياسي هو تبرئة تنظيماتهم الحزبية من الارتباط بالعنف، وهي التهمة التي ظلت تلقي بظلالها على التنظيم الدولي للإخوان، تحديدا، منذ سقوطه من حكم مصر، وربطه بجماعات العنف المسلح في سيناء، وغيرها، وهنا يجب الحذر.

سماحة مفتي عام المملكة تحدث بدوره عن داعش، وقال إنها: «لا تحسب على الإسلام، بل هي امتداد للخوارج باستحلال دماء المسلمين، وأموالهم»، وختم كلمته بالعودة إلى المحافظة على وحدة الدولة، وأمنها، واستقرارها، ومع ذلك فإنني من هذا المنبر أدعو بقية علمائنا الأجلاء، خصوصا أعضاء هيئة كبار العلماء الموقرين، وأدعو المثقفين، من صحفيين، وكتاب إلى القيام بواجبهم، والصدع بالحق حيال داعش، وتفنيد محاولات أعداء الأمة، الذين يستميتون في محاولة صبغ الإسلام، وخصوصا الإسلام السني بالإرهاب، وإن لم يتحرك المخلصون فإن الصورة الذهنية للإسلام عموما، ولدى الغربيين خصوصا ستتأثر بشكل لن تجدي معه أي محاولات مستقبلا، وأخيرا، كلنا يعلم أن الصمت في أوقات الأزمات الحالكة يعتبر ضربا من ضروب الخيانة، فاللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.

ahmad.alfarraj@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب