28-08-2014

رجل العالم المريض

كان مسمّى رجل أوروبا المريض مما كان يُطلق على الإمبراطورية العثمانية خلال تلك الحقبة من التاريخ التي مضت، وفي ظل ما كان فيها مما لا يبعد عنه ما صار يحدث في البعض من بلدان العالم العربي في زمننا الحالي، كما في مصر والعراق وسوريا وليبيا وتونس واليمن على وجه التحديد، والذي قد يخشى أثره وتأثيره على ما تبقى من بلدان العالم العربي الأخرى، مما هو مسعى وغايات من يتربصون بهذه الأمة ويريدون العبث بها، أملاً في تقسيمها، ولعل ظروفاً كهذه مما سيجعل من العالم العربي، رجل العالم المريض، وعلى نحو ما كان أُطلق على الإمبراطورية العثمانية خلال تلك الحقبة من ذلك التاريخ التي مضت، وفي ظل ما كان يحدث خلالها مما لا يبعد عنه ما صار يحدث في بعض بلدان العالم العربي اليوم، من خلال أزمات أخذت تعصف بتلك البلدان، مما صارت تقوم به تنظيمات مشبوهة جلّها وكلّها مما لا يدل ظاهرها على ما يخفيه باطنها، ومما لا يصعب فهمه على من قرأ واستوعب ما كان من مرحلة رجل أوروبا المريض، والذي يحدث الآن لم يَعُد يستهدف إزاحة حاكم واستبداله بغيره، أو تغيير وجهة نظام ليصير إلى وجهة أخرى موالية، مثلما كان خلال مرحلة الستينات التي مضت، فيما كان الصراع على النفوذ على أشده ما بين القطبين الأقوى في العالم الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي، بل إن فيما يحدث اليوم مما هو أقرب إلى سايسبيكو جديد، وإن بدا أنّ الغاية لا تزال في بداياتها والمتمثلة في إنهاك الأمة وإضعافها، وصولاً لهذا المراد، الذي لابد أن تعيه الأمة وتدرك مدى مخاطره.

a-n-alshalfan@hotmail.com

alshalfan@gmail.a.n.com

مقالات أخرى للكاتب