29-08-2014

لوحة الخشخاش المفقودة..!

لوحة زهور الخشخاش أو لوحة زهرية وزهور هي لوحة للرسام الهولندي فينسنت فان غوخ، رسمها عام 1887م قبل ثلاث سنوات من انتحاره, تعتبر من اللوحات ذات الحجم المتوسط (54 سم / 53 سم)، رسمت بالألوان الزيتية على القماش، يصور فيها زهور الخشخاش الصفراء والحمراء يقدر ثمنها حالياً بـ»55» مليون دولار.

لها حكاية غريبة يسعدني عزيزي القارئ أن أطلعك على تفاصيلها .

لوحة زهور الخشخاش تم سرقتها في 23 أغسطس 2010م، قبيل الربيع العربي من متحف محمد محمود خليل, ويذكر أن اللوحة نفسها كانت قد سرقت من المتحف نفسه، بظروف غامضة في 4 يونيو 1977 ثم أعيدت إلى المتحف بطريقة أكثر غموضا حين تم العثور عليها بالكويت بعد عشر سنوات، وحين اختفائها الأخير من متحف محمد محمود خليل 23 أغسطس 2010م كان وزير الثقافة آنذاك فاروق حسني والدكتور محسن شعلان - رحمة الله عليه - رئيس قطاع الفنون التشكيلية فقد أصدرت محكمة جنح الدقي القاهرة بذلك الصدد حكم بالحبس لمدة عام، على شعلان بالإهمال والإخلال في أداء واجباته الوظيفية، مما أدى لسرقة لوحة «زهرة الخشخاش».

بيد أن لكل قضية من هذا النوع كبش فدى في وطننا العربي ومن سوء حظ شعلان وأصحابه بالمتحف فقد تم اختيارهم بمكان ذلك الكبش، ففي حيثيات القضية تم اكتشاف حقائق بين دفتي أوراقها بعد الربيع العربي بمصر فحقيقة ما حدث هو أمران الأول: أن اللوحة سرقت ثم ضبطت في مطار القاهرة وعادت إلى أحضان زوجة الرئيس الأسبق لمصر محمد حسني مبارك وهي سوزان مبارك لتكون اللوحة إضافة جديدة ضمن مبيعاتها التي ربما بيعت بأقل من سعرها الحالي بكثير، أما الأمر الثاني: فقد كشف عن اللوحة بعد عامين من سرقتها لتعرض في مزاد علني بلندن وبيعت بعد أن هربت إلى هناك، مما يثبت أن الإنتربول الدولي على علم بمكان اللوحة ولم يحرك ساكناً فضلا عن الاستخبارات المصرية ناهيك عن ابتسامات K G B البريطانية، وكان حالها يقول نحن من أتى بآثار نينوى وبوابات الآشوريين إلى متاحف لندن فلا تعجزنا لوحة صغيرة كزهور الخشخاش التي هي بالأصل أوروبية لتعود إلى ديارها..!.

jalal1973@hotmail.com

twitter@jalalAltaleb - فنان تشكيلي

مقالات أخرى للكاتب