Friday 18/07/2014 Issue 15268 الجمعة 20 رمضان 1435 العدد
18-07-2014

التشكيليون والمنقذ المنتظر..!!

لم يكن للتفاؤل «رواسي» في نفوس الفنانين التشكيلين منذ زمن فهو أشبه بانتظار قدوم منقذ من غياهب المستقبل ليخلصهم من ظلم هذه الدنيا وجورها، بيد أن الخلاص بأيديهم ولكن هم لا يفقهون فهذا مثال مجاز لما هو حاصل من إحباط جماعي لدى التشكيليين وليس على مستوى فردي أي أن هذا الإحباط أشبه بكتلة من الغبار توقفت بشكل غمامة فوق فئة الفنانين وغالباً ما تكون مسبباتها عوامل خارجية أكانت مقصودة أو بغير قصد بالتقصير لهذه الفئة أو تلك وينطوي تحت تأثير مؤثرات تراكمية من الماضي والحاضر وتدخل فيها استدراكات مستقبلية وهو الحرمان من الاحتياجات الضرورية لنمو وتطور هذه الفئة وغالباً ما ينتج عنها إذا كانت تلك الفئة على درجة عالية من الوعي والإدراك أشكال من الاضطرابات والاحتجاجات يودي بهم للاختفاء ومن ثم محاولة المطالبة بتحقيق طموحاتهم وحقوقهم سواء أكانت مادية أو معنوية.

وقد شكل هذا الواقع أصابع اتهام تشير لوزارة الثقافة والمؤسسات التابعة لها بتجاهلهم الفنان التشكيلي وحقوقه وما هذا الإحباط الواضح لدى الفنانين إلا نتاج عن عملية التناسي والضحك على الذقون فمنذ أكثر من أربعين عاما ونحن نقيم معارض وورش فنية قد لا تتجاوز مسابقة تتبناها الوزارة ببضعة آلاف من الريالات وكان حالنا يدور بدائرة مفرغة.

مثل مسابقة الفن المعاصر بدورته الثانية والعشرين ومعرض الأعمال الصغيرة ومسابقة الخط العربي ومسابقة التصوير الفوتوغرافي.

ماذا حققنا بمسابقات (الشخير) هذه أو ورش لبضع من (شيبان التشكيل)..! وهو تعبير مجاز لما هو حاصل من تقليدية فقد تجاوز بعض تلك المسابقة الدورة الثانية والعشرين وغيرها ليس بالبعيد عنها ما هي المحصلة وما هي النتيجة التي جنيناها بعد كل هذا الإسراف المادي والزمني؟ هل كان الطموح أن يفوز فنان أو قلة من الفنانين بجوائز مادية او يظهر بضع (شيبان الفن التشكيلي) بصور ورشة هنا وهناك وتكون بذلك حققت الوكالة والمؤسسات التابعة لها أهدافها المثلى فقط؟

لا بد أن نعيد حساباتنا في كثير من الأشياء، ومن ضمنها دعم الفنون فالمستقبل مرتبط بالتخطيط والبناء وتجديد كثير من النظم التقليدية أو إصلاحها بشكل يتوافق مع المرحلة.

ولا بد لوزارة الثقافة أن تعي هذه المرحلة وتستوعب شبابها بتغيير البيروقراطية والروتين، فإن لم يكن هناك تخطيط وبناء للمستقبل فلا قيمة للماضي ولا الحاضر، وسوف نبقى مكاننا مراوحين.

jalal1973@hotmail.com

twitter@jalalAltaleb - فنان تشكيلي

مقالات أخرى للكاتب