29-08-2014

أغاني الأطفال

تراثنا مليء بأهازيج وأغان ابتكرها وأعدها الأجداد للطفل، تغنى له صغيرا وينشدها هو بعد أن يكبر، فالغناء جزء من ميول الطفل الفطري يرتبط به كما يرتبط بقصص ما قبل النوم، وبعد أن يتعلم الكلام يبدأ يمارس هو بنفسه الغناء وسط تصفيق الأهل وفرحتهم. ولقد شارك التلفزيون في فترته الذهبية في إنتاج أغان مخصصة للطفل سعودية الكلمات

والألحان والأداء أنتجها التلفزيون السعودي في محطات الرياض والدمام والمدينة والقصيم وجدة، وكانت وقتها أشهر من علم في رأسه نار يرددها الأطفال ويحبونها وكانت مادة رئيسية لحفلاتهم في مدارسهم وبيوتهم ونزهاتهم يرددونها دون ملل، لأنها أغاني صادقة عبرت عن الطفل خرجت من بيئته ومن لغته المحكية وإن كتبها الكبار لهم، لكنهم كانوا كبارا فهموا الطفل فكتبوا له ما يريد! ولعل البعض منا يتذكرون (أنا بدي أصير طيار، زهرتي يا زهرتي، وجمال أبي، ويا بابا يا غالي)، وغيرها من الأغاني الجميلة ذات الألحان الطفولية والإيقاع الخفيف والكلمات المعبرة والمنسجمة مع ثقافتنا وبيئتنا، وكان من يقومون بالألحان فنانين يعرفون ما ينسجم مع ميول الطفل ويناسبه لتخرج الكلمات بحلة قشيبة بسيطة ولكنها معبرة وتصل للقلوب بسرعة.. نعاني الآن شحا في الملحنين الذين يلحنون أغاني الطفل بإيقاع يناسبه، فهم إما يوقعون (الحافر على الحافر) مستخدمين أغاني قديمة أو مشهورة أو يخرجون بألحان تناسب الكبار أكثر من الصغار.. والمزعج حقا هو أن يردد الأطفال أغاني نانسي عجرم أو هيفاء وهبي وغيرهما من المطربات اللاتي اقتحمن مجال أغاني الطفل بلا احم ولا دستور! ليقدمن أغاني ظاهرها أنها للطفل وباطنها أجوف وأحيانا تصاحبها صورا لا تتناسب مع الأطفال، قناة (أجيال) التي تحدث عنها معالي الوزير كثيرا ويفخر بها، لا أعتقد أنها حتى الآن وفّت بطموحاته ولا بطموحات جمهورها من الأطفال.. فلا تزال قناة عادية.. تحشى بالكثير من أفلام الكارتون لتملأ فراغ البث، وقليل من برامج حوارية عادية، فهي حتى الآن لم تستطع المنافسة على المركز الأول، وهذا أمر يجب النظر إليه بجدية فهي القناة السعودية الوحيدة للأطفال ومن المفترض أن تتميز.

عودا إلى أغاني الأطفال، فأقول إننا الآن في حاجة إلى أغان خاصة يرددها الأطفال في مناسباتهم تعوضهم عن أغاني المطربات أو القنوات الفضائية الأخرى التي ليست من ثقافتنا وتصدح بها الفرق الترفيهية وأحيانا تغنى في حفلات المدارس.

بحاجة إلى أغنية بمستوى تلك الأغاني الطفولية التي رسخت في الأذهان، وبمستوى أجمل ما قدم حديثا وهي أغنية (بابا عبدالله) برقة ومصداقية كلماتها وعذوبة لحنها ومحليته.

من المهم إنتاج أغان راقية المعنى، تنتصر للطفل ولغته العربية وتعبر عنه، وبما يساهم في تكوين هويته الوطنية والثقافية.

alhoshanei@hotmail.com

@alhoshanei تويتر

مقالات أخرى للكاتب