08-09-2014

قد يكون «تويتر» مصلحاً لا مفسداً !

إن نحن أبعدنا جانبا المعرفات المدسوسة والدخيلة والمستأجرة المكلفة من جهات استخباراتية تابعة لدول بقصد إثارة الشحناء والضغينة وتفتيت الروابط بين القيادة والشعب؛ فعلو صوت النقد أو الشكوى والتذمر حق مكفول له بشروطه الأخلاقية وبعمق انتمائه لقيادته ووطنه والدفاع عنهما، ولا يتعارض الصوت العالي في النقد بالمطالبة بإصلاح أمور كثيرة تتصل بالعدالة الاجتماعية في توفير حقوق المواطن في فرص العمل والكسب وتملك سكن وضمان صحي وتعليم جيد وخدمات طرق ومواصلات آمنة ومريحة ؛ وقبل ذلك وبعده الإحساس العميق لدى أي مواطن بالأمن السياسي والجنائي ومستقبل الأولاد والأسرة.

لقد هيأت وسائط التواصل الاجتماعي وعلى رأسها تويتر فرصة إظهار رؤى المواطنين في القضايا السياسية والاجتماعية والمعيشية والخدماتية ومنحتهم فضاء رحبا لا يمكن أن يتقارب أو يماثل ما تمنحه الصحف الرسمية للرأي النقدي من مساحة اتسعت قليلا بفضل مزاحمة وسائط التواصل للصحف الرسمية الورقية ومحاولتها انتزاع السبق والانتشار والجماهيرية منها!

إن نحن أخذنا الصوت العالي المتذمر بنقائه وعفويته وصدقه في النقد فلم لا نقبله؟ ولم نشكو منه؟ ولم لا يأخذه المسئول الموجه له النقد على أن كثيرا مما يُشتكى منه حق ولا بد أن يُسعى إلى إصلاح وجوه الخلل فيه أو استكمال نواقصه أو إخراجه من التوقف إلى الانطلاق؟!

لم يشكو بعض المسئولين ويتذمر من انفعال وشكاوى المواطنين؟! ويعتقد بعض من أوكلت إليهم المسئولية أنهم لا يأتيهم النقص أو العجز أو عدم القدرة من بين أيديهم ولا من خلفهم؟!

إذا كانت حقوق المواطنين تضيع في دهاليز بعض الوزارات والإدارات الحكومية العتيقة، ولا يستطيع المواطن الضعيف الذي لا يجد من يدعمه وينتشل معاملته من الضياع أو النسيان أو الحفظ أو الترضية بأقل وأسوأ ما يمكن ؛ فأين يذهب ولمن يلجأ وهو يجد متنفسه للتعبير عن غضبه أو حنقه على تلك الإدارة المتسيبة في التويتر مثلا؟ لم لا يعبر عن رأيه بنقدها أسوأ نقد وأقساه ؟! أليس هذا النقد الساخط الطامح إلى إصلاح وجوه الخلل أجدى من صمت طويل ممرض أو أسلم من انحراف إلى طريق آخر معوج لا يخدم المصلحة العامة؟!

أين يتنفس مواطن دار ثم دار ثم دار حتى حفيت قدماه وكل من طلب الشفاعات ومل من كثرة المراجعات ولم تطبق له منحة أو لم يجد سريرا في مستشفى أو لم يجد وظيفة لابنه أو لابنته أو لم يجد من ينصفه ممن ظلمه في عمله أو ضايقه في مصدر رزقه أو سلب منه حقا هو أولى به؟!

إلى من يذهب وإلى من يشتكي وهو إن قدم ورقة شكوى إلى هذه الجهة أو تلك دارت ثم دارت ثم حارت حتى ملت وتوقفت ثم حفظت؟!

أليس التعبير في وسائط التواصل تنفيسا وبحثا عن حلول وأجدى من الصمت المؤلم القاتل الذي قد يودي بصاحبه إلى الجنون؟!

لم نستكثر النقد والتذمر والشكوى إن كان حقا؟!

أليست الشكوى عند الطبيب الناجع سبيلا إلى استكشاف العلة والبحث لها عن علاج؟ فلم لا يشكو المواطنون عللهم إلى أطباء الفضاء المفتوح عبر وسائط التواصل؛ عل أحد النطاسيين المخلصين الصادقين يكتبون روشتة العلاج؟!

وكيف ننكر أن قضايا كثيرة كانت مؤرقة ومتوقفة سنين طويلة لم يتفضل صاحب القرار في هذه الوزارة أو تلك بالبحث عن حلول ؛ وحين رفعت وحشدت لها أصوات عالية في هاشتقات وطنية متزنة لا تتقصد التشهير أو إظهار النقمة أو الدعوة إلى الفوضى وجدت أذنا صاغية من قائدنا ومليكنا خادم الحرمين الشريفين أطال الله عمره وأمده بالصحة والعافية.

الشكوى صوت مرتفع معبر عن ألم لن يزول إلا بصرف الدواء؛ والأهم أن نعلم ونتأكد يقينا أنها شكوى حقيقية لا ادعاء، وأنها نابعة من منتم لا من مغرض، ومن صادق لا كاذبا، ومن محب لوطنه لا خائنا أو مستأجرا!.

لا يتفوق «تويتر» إلا في حالة موات الإعلام الرسمي وإصابته بالسكتة الدماغية!

moh.alowain@gmail.com

mALowein@

مقالات أخرى للكاتب