ردًّا على مراقب:

المهوس: ما زلت تشوّه الحقائق وتتهرب.. وإشادتك بي لن توقفني عن قول الحق أينما كان..!!

سعادة مدير تحرير صحيفة الجزيرة

الأستاذ محمد بن صالح العبدي

بداية، أشكر مهنيتك العالية المعروفة عنك، وفتحك نوافذ الحوار والتعقيب بحيادية تامة، ودون زيادة أو نقصان، استمراراً لنجاحاتك ونبل تعاملك التحريري..

وأقول: كنت أعتقد أن ردي المنشور على الأستاذ العزيز (مراقب)، الذي نُشر بعدد أمس الأول السبت، سيكون شافياً ووافياً، لاشتماله على حقائق منطقية، تدحض الطموحات الصغيرة، وترتدي حلة الطموحات الكبيرة، لكني أجد نفسي مضطراً للعودة من جديد، بعد أن عاد (مراقب) ليعقب على تعقيبي مرة أخرى، لكن هذه المرة حاول التذاكي قليلاً باستخدام العاطفة بأول تعقيبه، ثم الاتهام الكاذب، ثم انتحال شخصية الرئيس التنفيذي لأرامكو، ثم انطلاقة التناقضات، وأخيراً رفض التسليم المطلق بالأخطاء المعلوماتية ومحاولة الهروب بأسلوب مكشوف.. لذلك أرد على الأستاذ العزيز (مراقب)، وباسمي الصريح الذي أفتخر به، واثق بما يسطره أمام الملأ، فأقول:

1- تؤكد يا (مراقب) أنني صدمتك بتعقيبي، وأقول: «الحمد لله على سلامتك، ما تشوف شر إن شاء الله». فأنا قلم حر صريح، وسأظل كذلك - بإذن الله - ولولا تلك الصفات ما تواجدت كاتباً بكبرى الصحف بالبلاد، وصدمتك فيّ لأنك لم تتوقع أن أحداً يرد عليك بالحقائق، ويبيّن لك المغالطات التي سقتها، وكأنك تريد أن تكتب دون أن ينبهك أحد لخطئك، وهذا أمر نتفق أنا وأنت أنه خطأ، إلا إن كان لديك اتجاه آخر بأن تكتب على راحتك ثم تحزن إن رد الآخرون عليك، فمن الجميل أن تحدد هذا الشيء لكي يتم أخذه بالحسبان..!!

2- لم أصادر حقك بالرأي، بل حتى التمسك به بكل قوة، لكني مندهش لعدم إلمامك بما رددت به عليك، وتحاول بشتى الطرق جرّي لمستنقع أنا أكبر منه فكراً ونظرة، وأعوذ بالله منه، ويبدو أن تلك النظرة هي ما جعلتك لا تفهم إشارتي للطموحات الصغيرة والطموحات الكبيرة، فقد أرسيتها على شاطئ تخيلاتك وفهمك، بينما أوضح لك أن الطموحات الصغيرة لا دخل للجغرافيا والتاريخ بها، بل هي إسقاط على من نظرتهم لا تتعدى «أرنبة أنوفهم»، وهو إسقاط فكري، وليس جغرافياً، وعساك أن تفهم ما أعنيه..!!

3- تتهمني كذباً وزوراً بالنظرة الدونية لأندية القصيم بالمحافظات، وهو اتهام أرده عليك بصفعة مواقفي وحبي واحترامي لكل أندية القصيم، وأنا متأكد أنك سطرت هذا الاتهام مستوحياً من فكرك العقيم نظرية الدونية المستأصلة داخل جسدك، وهذا شأن ليس لي علاقة به، فسلطان المهوس أرقى وأكبر من أن تتهمه بتلك الصفة الدنيئة، وعليك الإتيان بربع دليل على اتهامك دون أن تقول لي إنك استنتجته، فما كتبته قبل وبعد كافٍ لمعرفة طرق استنتاجاتك..!!

4- تقول إن اختيار ملعب جوهرة القصيم أمانة وليس أمنية، وأنا أوافقك القول تماماً، بل سبقتك به، لكن نظرتك العرجاء رفضت أن تعترف بأني مؤيد لذلك، وهو ما دعاك للإسقاط بعبارة (اختيار الملعب أمانة وليست أمنية)..!!

5- تتقمص شخصية المدير التنفيذي لشركة أرامكو، وتؤكد أنه تم اختيار موقع ملعب جوهرة القصيم، وأنا أقول لك يا مرحباً وألف مليون تحية لاختيار أرامكو، لكني أقول لك: هل تستطيع أن تبشر أهالي القصيم بتصريح رسمي يؤكد اختيار الموقع؟؟

بانتظارك أيها الرئيس؟؟

6- كتب مراقب: (الموقع المقرر اختاره سمو أمير المنطقة وفق رؤى تنموية مستقبلية، وصادقت عليه أرامكو بمواصفاتها العلمية ومعاييرها الدقيقة، وهو موقع استراتيجي يحقق الغرض من تشييد هذه المدينة الرياضية، والأكيد أن نظرة سمو أمير المنطقة ومسؤولي أرامكو لن تكون بمثل ما صورها سلطان عندما وصف الموقع المختار بأنه في الصحراء، ومخصص لعشش الطيور والغبار).

وأقول لك إن استنتاجك للمرة المليون عقيم، فأنا كتبت بالحرف الواحد (مثل تلك المشاريع المليارية، يجب أن تتم وفق مواصفات ومقاييس معتمدة وعلمية، وليست وفق آراء ورغبات سواء أبناء بريدة أو غيرهم من أبناء المحافظات الأخرى، ففي النهاية لا نريد ملعباً دولياً لا يزوره أحد، ومخصصاً لعشش الطيور والغبار المتطاير).

أين الخطأ بكلامي؟ فقد رفضت أن يكون الاختيار وفق رغبات أبناء بريدة أو غيرها، ولم أحدد أي موقع. وهنا دليل على دجل اتهامك لي بالنظرة الدونية للآخرين، وانكشاف آخر لضعف استنتاجاتك. هذا إذا سلمنا أنك تستنتج؛ لأن الواضح أنك تمضي قدماً عبر اتجاه أربأ بنفسي أن أسير فيه..!!

ثم إنك تؤكد أن أرامكو صادقت على اختيار موقع لملعب القصيم الدولي، ونحن نقول مرة أخرى: أين هي المصادقة الرسمية لكي نفرح بهذا الاختيار العلمي والرؤية التنموية؟ فكلنا مع العلم، ولا يخاف منه إلا جاهل متخلف..!!

7 - كتب مراقب (والأخ سلطان يحاول أن يصرف الأنظار عن الموقع المختار لجوهرة القصيم الذي يقع على مسافة واحدة متوسطاً محافظات المنطقة، وحجته في ذلك الكثافة السكانية، مع أن الأخ سلطان يعرف تماماً أن مسيرة الدوري دوارة، تهبط فرق، وتصعد فرق، ويعرف أيضاً أن الكثافة الجماهيرية في مباريات الرائد أو التعاون تصنعها شعبية الهلال أو الاتحاد أو النصر، فيما بقية مباريات الفريقين تعاني عزوفاً جماهيرياً، وربما أسهم في ذلك تغيير جلد الفريقين، مع الاحتراف والاعتماد على لاعبين من خارج بريدة!).

وأرد قائلاً: الموقع الذي يكون على مسافة واحدة ليس مقياساً علمياً وعملياً واقتصادياً. ويبدو أنك تعتقد أن الملعب هو سوق ماشية وليس ملعباً، يجب أن يكون قريباً من الجماهير. ولو سلمنا بالمنطق الذي تتحدث به لنقلنا استاد الملك فهد الدولي بالرياض ليكون بين محافظات الرياض، ونقلنا ملعب الدمام كذلك وجدة ونجران وحائل وكل المناطق ضاربين بكل المقاييس عرض الحائط. وهكذا نهرول نحو المحاصصة الجغرافية بعيداً عن العلم الذي يخشاه الجاهل. وهذا الكلام لا يعني أبداً أن يكون رأيك مصادراً بل للتوضيح لك فقط لا غير..!!

أما كلامك عن الأندية والهبوط والصعود والجماهيرية فلن أعقب عليه؛ لأنه من الواضح أن نظرتك الفنية فريدة من نوعها حتى أنها تنسف كل التاريخ والمشاهد..!!

8- كتب (مراقب): الأخ سلطان يقول إن المشروع هو ملعب، وهو محق في ذلك لو كان المسمى (استاد القصيم)، لكن التوجيه السامي نص على إنشاء المدينة الرياضية بمنطقة القصيم، بمعنى أنها ستستوعب الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية لشباب المنطقة..!!

وأرد: يا أخ مراقب، كيف تقول لي إنني محق ثم تنفي معلومتي الصحيحة؟ وكيف تكتب أن التوجيه السامي هو لبناء مدن رياضية!! ألا تعرف الفرق بين المدينة الرياضية والملعب أو الاستاد الرياضي؟؟؟ تلك مصيبة. وقد ارتكزت عليه لمحاولة الاقتناع بسلامة رأيك الذي لا أصادره أبداً، لكني مضطر لأكشف فداحة الأخطاء التي تقدمها وتستند إليها!!!

سأقتطع جزءاً من خبر وكالة الأنباء السعودية (واس) حول مسمى الملاعب: (امتداداً لحرص واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية في دعم الرياضة والشباب، الذين يحظون بمكانة في نفسه الكريمة، فقد أمر - يرعاه الله - بإنشاء أحد عشر استاداً رياضياً على أعلى المواصفات والمعايير العالمية على غرار ما تم إنجازه - ولله الحمد - في مدينة الملك عبدالله الرياضية في مدينة جدة، ولكي يتسع كل منها لخمسة وأربعين ألف متفرج، وذلك في كل من: منطقة المدينة المنورة، منطقة القصيم، المنطقة الشرقية، منطقة عسير، منطقة تبوك، منطقة حائل، منطقة الحدود الشمالية، منطقة جازان، منطقة نجران، منطقة الباحة ومنطقة الجوف..).

أين المدينة الرياضية بمنطقة القصيم التي تزعم؟؟

حتى الأمر السامي لم يسلم من أخطائك ومعلوماتك..!! راجع نفسك جيداً حتى لا تخطئ بشيء أعظم..!!

9- كتب (مراقب): والطريف أن سلطان حاول إيجاد مبرر لإقامة المدينة الجديدة بالقرب من بريدة بقوله إن مدينة الملك عبد الله الرياضية ببريدة ليست مخصصة للرائد والتعاون بل تخدم كل أندية القصيم، ويستشهد على ذلك بجدول التدريبات. فهل يعقل يا سلطان أن يقطع فريق خمسين بل ثمانين كيلومتراً يومياً ليتدرب بملعب المدينة الرياضية ببريدة؟ سلطان كن كما عهدتك مستقلاً في آرائك، لا يؤثر فيها مؤثر خارجي، ولا يلعب بها هوى. دمت بخير.

وأرد: لم أحاول مجدداً أن أوجد مبرراً لإقامة الملعب الدولي ببريدة أو غيرها، بل تركت الأمر للمقاييس العلمية والعملية. وكلامي كان واضحاً وشفافاً وصريحاً، لا أختبئ منه أبداً، وأنت تتهمني بشيء لم أقله ولم أفكر به كدليل على ما يحمله فكرك فقط للآراء التي تخالفك. وأتحداك وأتحدى أي شخص منذ انطلاق قضية جوهرة القصيم أن يجد لي رأياً غير معتدل أو رأياً ينسف العلم والمقاييس العالمية. وهذا هو الفرق بين وبينك، فأنت تذهب وتعود فقط ببضاعة خاوية بالأدلة التي رددت بها عليك قبل وبعد..!!

أما بالنسبة لمن يقطع ثمانين كيلومتراً لأداء التدريبات بالمدينة الرياضية بالقصيم فأقول إن ناديي التعاون والرائد ظلا منذ خمسين عاماً حتى اللحظة في مبانٍ هزيلة، ودون ملاعب، ولم يتشكيا أو يتهما أحداً أو يوحيا بأشياء خائبة وأندية أخرى بالمنطقة تحفل بمنشآت حكومية؛ لأن النظرة هنا تختلف بين فكر كبير وواسع وبين نظرة ضيقة، لا تتخطى «أرنبة الأنف»..!!

ختاماً:

قلت وما زلت، وأكررها في كل مكان.. ما يتم اختياره لموقع جوهرة القصيم من قبل شركة أرامكو هو الصحيح والواقعي، ولن أجامل أي أحد أينما كان الاختيار؛ لأنني - ولله الحمد - أثق بالعلم والمقاييس التي تنبثق من شركة عملاقة مثل أرامكو، وإن اختارت أي بقعة فسأرفع العقال تحية وتقديراً؛ لأن فرحة كل إنسان بالقصيم هي فرحة لي ومصدر لسعادتي، ومحاولة جرّي لاتون متجرثمة لا أعتقد أنها ستنجح؛ فتربيتي ومواقفي وقبل ذلك إيماني تمنعني من ذلك المستنقع الذي أدعو لمن وقع فيه بالشفاء العاجل..!!

إنني أقدم الشكر والتقدير للأستاذ (مراقب) على ما حظيت به من ثناء بأول تعقيبه، وأؤكد له أن سلطان المهوس سيظل صاحب رأي واضح وصريح وشفاف، لا يتوارى أبداً، بل يواجه كل الحقيقة، ولا يخشى الاعتذار أو التراجع؛ ولهذا ظل منتمياً لكبرى الصحف بالسعودية، ومصدر ثقة لقياداتها الكبيرة، ولن يتخلى عن ذلك أبداً بإذن الله.

- سلطان إبراهيم المهوس

موضوعات أخرى