15-09-2014

بيان الشاهد على نفسه..!!

هذه إسرائيل تدور عليها دائرة نفسها, تسيج عنقها خنَّاقات يديها ..فثلاثة وأربعون ضابطَ استخباراتٍ من جلدتها, وفي خدمتها يحتجون.., يعترضون.., يمتنعون .., يعلنون رفضهم الاستمرار في «الخدمة في هذا النظام» كما نص بيانهم ..

فنظام اسرائيل أمهم, يفرض عليهم ما يأبون الاستمرار فيه.., وهو بمنطوق بيانهم : « نظام نتهك فيه حقوق الملايين من الناس»..

تسارعت وسائل الإعلام أمس الأول إلى إعادة نشر البيان الذي نشرته وسائل إعلام» إسرائيل المعتدية « ذاتها يوم الجمعة ..

هؤلاء الجنود الذين تيقظت ضمائرهم فجأة.. , هم جزء من كيان معتدٍ, سافر في الظلم.., جائر في الانتهاك, ..

فحسنٌ أن ضمائرهم أفاقت من سبات, ليكونوا الشاهد الناطق بالحقائق من قلب كيانهم ..,ومن لحمة نظامهم , ومنظومتهم..

إنهم يصرِّحون بأنهم : «لايمكن وبضمير حي أن نستمر في الخدمة في هذا النظام, وننتهك حقوق الملايين من الناس»..!!

يا للوضوح والصراحة..

فاستهداف الفلسطينيين جور, وجرم ..تيقظ مؤخرا ضميرهم ليعترف به , وهم أكبر وحدة عسكرية من ضباط برتب مختلفة من رائد, ونقيب, وكابتن في الوحدة 8200 ..!كما نص الخبر في جريدة الرياض ص11, ع 16882 السبت18-11-1435

هؤلاء الذين انشقوا عن نظامهم يعترفون بدورهم الذي ينعكس فيما يحدث في فلسطين , ففي بيانهم : « نرفض أن نكون أداة لتعميق السيطرة العسكرية في الأراضي المحتلة « ..

إذن هم يشهدون على دولتهم بالاحتلال,.. وبتماديها في العدوان.., وبسفورها الجائر في الجرائم, وبانتهاكها المفضوح للحقوق الإنسانية, والبشرية....

كما لم تتوقف شهادتهم عند الاعتراض , والامتناع..,

بل تضمنت السطور التي تحتاج إليها محكمة الإنسانية , وينبغي لأعين الدول الكبرى بعدها أن تستحي من الصمت المخجل,..وتنهض للحق بأمانة.., إذ جاء على لسانهم : « إن الاستخبارات تستخدم لإيذاء المدنيين الأبرياء , والمساعدة على الاضطهاد السياسي , والتسبب في الانقسامات داخل المجتمع الفلسطيني من خلال تجنيد المتعاونين» ..؟!

لن يقال شكرا لهؤلاء, لأنهم قد شاركوا في جرائم سابقة , لكننا نقول إنهم أزاحوا عن الكهف الدولي الصخرة ففضح ضوء بيانهم ما فيه..ذلك لأنهم فئة بالغة الأهمية في منظومة إسرائيل العسكرية, ولأن وسائل إعلامهم المصدر الرئيس لمصداقية البيان..!!

وفي ذلك الكثير الكثير..!!

فما الذي سيعقب بيان هؤلاء الضباط الإسرائيليين الواضح الصارخ , الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه..؟!

هي حقائق تتساقط عنها أوراق التوت, لتكشف عورة إسرائيل أمام الذين يدعمونها, ويقفون على شفا سكين ليناصروها..!!

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب