15-09-2014

حرب (العنف)!

في لبنان ما زال المجتمع تحت تأثير الفيديو (الصادم) لشاب يُظهر سكيناً أمام ثلاثة (أطفال سوريين) وهم يبكون من الهلع والخوف بعدما سألهم (مين بدنا نذبح منكم في الأول)؟!

الأطفال دخلوا في نوبة بكاء هستيرية، وكل واحد منهم يُشير -بشكل لا إرادي - إلى أخيه بدلاً عنه!! رغم أن الفيديو أثار جمعيات حقوق الإنسان، وأقام الدنيا ولم يقعدها في بيروت، إلا أن معلومات تفيد بأن الشاب (يمزح ويتسلّى) مع الأطفال الثلاثة، وسط مُطالبات واسعة من ناشطين لمعاقبة (الشاب)، وإعلان ذلك فوراً!!

المجتمع الأمريكي هو الآخر ما زال تحت صدمة إعلان ولاية (ميسسبي) القبض على رجل قتل (أطفاله الخمسة)، ووضع جثثهم في صندوق السيارة الخلفي لعدة أيام، وقطع مسافة 700 كلم وهو يتجوّل بهم، تحت تأثير المخدرات والكحول!

جرائم قتل وإيذاء الأطفال (صادمة) لكل المجتمعات، ولا تقتصر على ثقافة معينة، وإن كان وجود قوانين صارمة وعادلة، والإعلان عن العقوبة في بعض المجتمعات يدفع بالاتجاه الصحيح، تماماً مثلما قررت محكمة (غرب القاهرة)، يوم الأربعاء الماضي حبس المتهم بضرب أطفال دار الأيتام لمدة (3 سنوات)، بعدما ظهر في فيديو على الإنترنت وشبكات التواصل وهو يضرب أطفال - دار الأيتام- التي يديرها بشكل وحشي!!

في السعودية لم نكد نفيق من صدمة مقطع الفيديو الذي يُظهر (طفلاً) داخل قدر طبخ مع الخضراوات، حتى خرجت علينا قصة الطفل (مسلوخ الرأس)!! لا أعرف كيف يمكن أن نتجاوز مثل هذه الصعوبات محلياً، طالما أن جرائم سابقة ومماثلة، نجا أصحابها على الأقل من إعلان العقوبة أمام المجتمع، خصوصاً أن المجتمع صُدم بتلك القصص في بداياتها، وعند ظهورها عبر وسائل الإعلام، إلا أن نتائج التحقيق والعقوبة تظل غائبة عن المشهد الإعلامي لاحقاً، وأظن أن الإعلان عن عقوبة كل مُعتدٍ على (طفل أو امرأة) هو جزء من الحماية والتوعية اللازمة!

في جامعتي (أكسفورد) و(ستانفور) توصل باحثان إلى أن ضحايا العنف الأسري ضد (الطفل والمرأة) أكثر من ضحايا الحروب، الدراسة تقول إن كل (قتيل حرب) يقابله (9 قتلى بسبب العنف)!!

إنها حرب (العنف) إذاً، التي تحتاج إلى حلول جديدة وعملية، لوقف (الانتهاكات المنزلية) فوراً، ولو بإعلان العقوبة!

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب