18-09-2014

مؤسسة البريد.. واحذروا أن تشتروا عبر النت..??!

- قد يستغرب أحدكم تحذيري من استخدام تقنية توفر لك ما تريد من أقصى بلاد الدنيا وأنت مقيم في وطنك وحتى ربما بسعر أقل، لكن ما دعاني للتحذير سبب مهم ستعرفونه من خلال هذه الواقعة الغريبة.

اشترى قريب لي عن طريق النت (جهازاً) بأكثر من خمسة آلاف ريال، ووضع المبلغ حسب أنظمة البيع بالنت للمشتري الساكن الرياض، وقد سلمت الشركة البائعة حسب ما ورد بموقعها شركة نقل سريع «أرامكس» لتسليمه للمشتري في موقعه وأكدت ذلك بعد التواصل معها، ثم انتظر أن يصله الجهاز خلال أيام ثم أسابيع ثم شهور ثم سنة، وظل يتابع ويتصل بالشركة بأمريكا التي تفيده بأن المادة المشتراة سُلّمت شركات النقل السريع، وظل يتابع مع شركة النقل ما بين مكتبها بأمريكا ومكتبها بالرياض ومقرها الرئيسي بالأردن حيث لا يملك مكتب الرياض شيئاً، حيث اكتفى بإحالته إلى الأردن.. تصوروا شركة بالرياض وتحيل إلى المتابعة بالأردن.! ومع كل ذلك دون جدوى.

- المؤلم أنه ليس للعميل هنا جهة يلجأ إليها فكل جهة تقول له: لا علاقة لها بذلك من وزارة التجارة وحتى وزارة النقل، وأخيراً مؤسسة البريد فهي المسؤولة وهي التي تعطي التراخيص لهذه الشركات ولكن لم تستطع أن تعمل شيئاً، وقد طلب مني صاحب المادة المشتراة أن أساعده عندما لم يُجد ركضه طوال أكثر من سنة. فكتبت لرئيس مؤسسة البريد فأحالها إلى الإدارة القانونية وأبدى رئيس الدائرة اهتماماً جيداً ومشكورا وتابع مع الشركة الناقلة، وكتبوا للشركة ولكن لا مجيب!

الغريب مرة أخرى أن مؤسسة البريد لا تملك وسيلة قانونية تلزم الشركة الناقلة بشيء: إما بتسليم المادة أو تعويض المشتري من الشركة الناقلة.

إن هذه الواقعة هي التي جعلتني أحذر بالعنوان من الشراء عبر النت، فكيف يدفع المشتري فلوسه ولا يستلم ما اشترى، إذ ليس هناك جهة حكومية تأخذ حقك وليس هناك نظام يلزم الشركة الناقلة بذلك. أعتقد أني محق بتحذيري وزال عجبكم من تحذيري.

السؤال الواقف كمسمار: كيف يتم الترخيص لشركة نقل لا تفي بالتزاماتها؟ وكيف لا تستطيع أي جهة تلزمها بالتسليم أو التعويض؟ أليس هناك شروط التزمت بها الشركة تجاه العملاء عندما أعطتها الجهة المختصة (البريد) بالمملكة الترخيص؟ ألا يوجد بالشروط ما يعطي مؤسسة البريد إلزام الشركة بتسليم المادة أو تعويض المشتري وفرض عقوبات رادعة قد تصل إلى درجة الإغلاق إذا تكررت مرات الإهمال بحقوق الناس؟!.

أجل.. كيف تضيع حقوق المواطنين يا مؤسسة البريد؟.

=2=

- مدننا والهوية:

الكعبة أهم من الساعة يا تلفزيوننا؟؟!!

- وصلتني تعليقات كثيرة على مقالي الأسبوع الماضي الذي تناول: مدننا وهويتها، لكن كان أهم تعقيب من السفير أ/ عصام بن أحمد الثقفي الذي نشره في «قروب» نخبة الثقافة والإعلام عندما تكرم أ/ راشد الزهراني مشكورا بنشره فيه، وهذا هو التعقيب الجميل الذي يفيض غيرة والذي تناول أهم محور بالمقال:

- «في مقالك أستاذ حمد (لماذا مدننا بلا هوية) أثرت نقطة مهمة جداً، وهي أن التلفزيون السعودي يركز في بداية نشرات الأخبار على ساعة مكة على أنها أهم معلم في المملكة في الوقت الذي تشرفت فيه مكة والمملكة بوجود الكعبة المشرفة رمز كل مسلم حول العالم ومحط أنظاره.. والمزعج اكثر أن النقل المباشر للآذان يبدأ من أعلى الساعة مرورا بالبرج وصولا إلى الحرم والكعبة،، تفضلت أستاذ حمد وذكرت بأن في العالم مئات الأبراج والساعات ولكن الكعبة واحدة تشرفنا بوجودها في أراضينا.

حينما يطوف الطائف حول الكعبة لم تعد الكعبة محط نظره وإنما تشغله الساعة كلما واجهها، فلا يتمالك إلا وقد أخرج هاتفه لتصويرها من هذه الزاوية أو تلك.

أذكر أن في قلب مدينة بندر سري بيكاوان عاصمة بروناي دار السلام مسجد السلطان كأكبر وأجمل معلم في المدينة، وقد قررت سلطات البلدية بأن لا يبنى حوله ولبعد كيلومتر من كل الجهات أي مبني أعلى من المسجد ومناراته لتعطيه الهيبة وليراه الناظر من مسافة بعيدة.

جميل أن تكون الساعة في مكة كأحد معالمها ولكن كان الأجمل ألا تنافس الحرم الشريف في هيبته.

- شكرا أخي أ/عصام على تعقيبك الشامل والمنطقي، أتفق معك وأعتقد أن الجميع يتفق معنا، فمنظر الكعبة المشرفة أغلى وأهم مشاهد الدنيا ويلامس مشاعر كل المسلمين في مشارق الدنيا ومغاربها.

=3=

** لحظات ارتواء

** زمن يتوشّح بالطيوب والأطياف معاً..!

ذلك عندما يعلن الزمن حضورك بكل زهو إطلالتك، وحنان بوحك.

ليت العمر - عندها - يقف عند هاتيك اللحظات التي تفيض بالري والارتواء.

ليت الزمن لا يغادر مداراته عندما تمتلئ ثوانيه بتوهّج الشوق..!

=4=

- آخر الجداول؟؟

** للشاعر المكي: عبد الله باشراحيل:

(وأبسمُ للدْنيا صَبُوراً وما وهتْ

عزيمة نفسِ عَزَّها الإيمانُ)

Hamad.a.alkadi@gmail.com- عضو مجلس الشورى السابق

فاكس: 4565576 **** تويتر @halkadi ** ** - أمين عام مجلس أمناء مؤسسة الشيخ حمد الجاسر

مقالات أخرى للكاتب