19-09-2014

لماذا شبابنا؟!!

لعل تنظيم ما يُسمى بالدولة الإسلامية هو الخطر الأكبر الذي يحدق بعالمنا العربي الصغير والعالم أجمع.

سأنطلق من حكمة وكلمة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - التي دعا فيها إلى التكاتف ضد الإرهاب وشن حرب بلا هواده ضده، وأشار أن خطره لا يقتصر على الدول العربية بل يصل لأوروبا وأمريكا.

الأمور التي تحدث بها المحللون السياسيون والجنرالات لن أتحدث عنها أو عن الخطط الإستراتيجية التي وضعت، أو طريقة التكاتف الدولي ودور مجلس الأمن، لكن سأتحدث هنا عن شبابنا، كيف نبعد شبابنا عن هذه الأفكار السوداء والوقوع بشباك أولئك الذين يترصدون لهم ويستهدفونهم.

سأتحدث عن الجانب الاجتماعي والنفسي والأسباب والحلول، وسأورد هنا بعض الآراء التي تلقيتها عبر سؤالي الذي جعلت الشبكة العنكبوتية فضاء له: كيف نحمي أبناءنا من داعش؟ أو أني سأطرح سؤالي بصيغة أخرى؛ لماذا استطاع داعش تجنيد شبابنا والتغرير بهم؟ وقد رأينا شباباً قصّر جندهم داعش يترنحون من الوهن والخوف أمام الكاميرات التي رصدت لحظة القبض عليهم في العراق وسوريا.

معظم الإجابات التي تلقيتها عبر تويتر وفيس بوك انصبت على الفراغ الذي يعانون منه وعدم وجود مراكز للتسلية، البطالة أيضاً ربما تشكل الخطر الأكبر فيصبح إغراء الشباب بالمال والسفر وتفريغ طاقاتهم الكامنة أمراً سهلاً.

هناك من وجد فكر بعض الشباب نافذة سهلة سرعان ما نفذ له فلعب بمشاعرهم وغرّرهم بالحور العين التي لا يرونها إلا في أحلامهم، ولو كان هناك شفافية وقنوات حوار مع هؤلاء لما سهل افتراس أفكارهم، لو كانت هناك حلقات نقاش تضم أكبر عدد منهم ومن الجنسين مجتمعين لما افتقدنا وسائل حوار معهم لكنهم وجدوا في وسائل التواصل الإلكتروني أنيساً وونيساً فانزووا إليه وقد اتخذته تلك المنظمات سبيلاً لدس سمها فسهل الوصول إليهم.

فكيف نستطيع تحصين هذا الجيل؟

أليس الشعور بالانتماء والمواطنة الحقة هو الحصن الحصين؟ أن يكون الوطن أماً وأباً وعائلة واستقراراً وأمناً واطمئناناً وحياة والروح فداء له؟

في وقتنا هذا نحتاج حملة إعلامية مكثفة تصل لأكبر شريحة في المجتمع تعرف بمآرب تلك الجماعات الظلامية وما مصير من اتبعهم، وأن الحور العين ليست وعد الله ولا طريق جنته.

نحتاج مناهج مدرسية متنوعة لا علاقة لها بالعنف، وأن ننتقيها بما يناسب المراحل العمرية للطفل، أن لا تقوم على التلقي وصعوبة الحفظ، الفنون المختلفة والنشاطات لا بد أن تكون مواد أساسية لتحفيز الطالب على الإبداع والابتكار والتسلية واتكشاف مواهبه.

المراقبة الدائمة للأهل والترابط الأسري وألا نكون عبيداً للتقنية التي قطعت أواصر التواصل، وأصبحت غولاً تتسرب منه تلك الجماعات.

وسأترك لك أيها القارئ العزيز بعض الآراء التي شاركت في الإجابة عن سؤالي كما وردت: «نحن لا نريد أبناء يقعون في براثن داعش وأشباهه، ولا نريد أبناء يرتمون في أحضان الانحلال والإلحاد، بل نريد جيلاً طبيعياً يتصالح مع نفسه ويؤمن بمبادئ الحق، ويكون وطناً لوطنه». وفي مشاركة أخرى «التعود على قبول الآخر وطرح الآراء بهدف التحاور ومنع أحادية الرأي واحترام المذاهب والأطياف والأديان والجنسيات وجعلها من الخطوط الحمراء التي يجب عدم المساس بها أو الإساءة إليها». ورأي آخر «الاعتدال والوسطية والاهتمام بالعمل والوقت لكي لا يكون عندهم وقت للفراغ، أيضاً نعلمهم ثقافة الاختلاف في الرأي وكيفية الاستماع الجيد وتحليل المضمون كذلك التسلح بالقوى الناعمة كالفنون والآداب والرياضة والبعد عن التعصب وتعليمهم صحيح الدين من الكتاب والسنة لا من اجتهادات الضالين المضلين».

سررت بابني الأكبر الذي شاركنا عبر الفيس بوك هذا النقاش أن استخدم الإنترنت في قراءة مادة تاريخية أرسل لي منها «جاء روزفلت للملك عبدالعزيز وقله بدنا نعطي اليهود جزءاً من فلسطين شو رأيك؟ عصب الملك ورد عليه إنه يستهجن تعاملهم مع الموضوع بهذا النسق فقال له: ليه ما تعطوهم من ألمانيا مثلاً؟؟»

كانت هذه الجملة ذاتها التي أرسلها ملخصاً ما قرأ، ولكم أن تشاركونا آراءكم وردودكم.

maysoonabubaker@yahoo.com

Mayabubaker@ تويتر

مقالات أخرى للكاتب