22-09-2014

استثمار اليوم الوطني

كيف يتسنى لنا استثمار مناسبة اليوم الوطني وتحقيق أهدافها الإنسانية وأثرها في وجدان وعقول أبناء بلادنا؟.. سؤال مهم وجوهري.. يتكرر كل عام، وتتوارد الإجابات عليه بشقين.. معنوي مشرق وجميل، يرسّخ أهمية هذه المناسبة الوطنية العزيزة، وآخر مادي تستحث فيه بعض المؤسسات والمنشآت الطاقات لاستثماره كعائد وكسب يحقق الأرباح والمغانم.

ولا شك أن الإجابات المتنوعة عن هذا السؤال تذهب أبعد من ذلك حينما تكون هذه المناسبة مرتبطة بإجازة رسمية.. يتفاعل معها الناس، وتتوقف فيها الأعمال والمدارس والجامعات من أجل تأمُّل وجه الوطن في هذه المناسبة، واستثمار هذا اليوم بالترفيه والزيارات، والبحث عن ما يعيد لحُمة الأمة ويجمعها على حدث ومناسبة يترقبها الناس، بل ويخططون لإنجاز مشاهد الاحتفال بها، والابتهاج بأدق تفاصيلها.

فبعض المدارس الابتدائية بكّرت الاحتفاء بهذه لمناسبة، فكان لون الفرح أخضر حينما تزينت بعض المدارس بشعار المناسبة، وستستمر هذه الفعاليات على مدى أيام، تسجل فيه الذاكرة أجمل تفاصيلها، ويحمل الصغار في مدارسهم لون الفرح وأناشيد الود، وليسهم الجميع في استعادة أيام البناء والعطاء.

ولا شك أن الكثير من المؤسسات والقطاعات كالأمانات والمراكز وإدارات التعليم في مختلف المناطق والتي يقع عليها العبء الأكبر في بناء منظومات عمل احتفائي يستقطب المجتمع، ويحقق أهداف مناسبة اليوم الوطني، إذ تتسابق في هذا الإطار الكثير من الجهات الخدمية لتقديم ما لديها من برامج ترفيهية وثقافية واجتماعية، ليسعد الجميع بهذه المناسبة الوطنية العزيزة على قلوب الجميع.

كما أن هناك من يتحين فرصة هذا اليوم أو المناسبة ليقدم الكثير من الخدمات التجارية التي يعد لها العدة، فإن كانت في إطارها المعقول فلا بأس، أما إن كانت لاستغلال عواطف الناس فهي بلا شك مرفوضة، فقد يلمس البعض أن هناك مغالاة في الأسعار، أو استغلالاً غير جيد لنوعيات من البضائع واحتياجات هذه المناسبة، وقد يعجز البعض منا أن يتفاعل مع بعض المناسبات لارتفاع كلفتها، لتجد أن هناك من يتحاشى الاحتفال بهذه المناسبة وغيرها لكي لا يكون ضحية للاستغلال في بعض أماكن الترفيه في بعض المجمعات والمراكز التي تقدم مثل هذه الخدمات أو الأدوات أو خامات هذا الاحتفاء.

فالمأمول منها أن تتوجه نحو بناء فكرة معنوية متميزة عن اليوم الوطني لبلادنا لا أن تكون لدى البعض مجرد خروج عن مألوف حياتنا، وقد يستغلها البعض بأسلوب استعراضي مبالغ فيه قد يعرضهم للخطر من خلال استخدام سياراتهم ودراجاتهم بشكل غير آمن، فلعلنا نحتفي بهذه المناسبة بيسر وسهولة ونتوخى السلامة للجميع، وأن تكون هذه التفاصيل معدَّة بعناية وغير متكلفة، ويشترك في تكوينها الجميع، من أجل أن نقدم صورة زاهية عن اليوم الوطني الذي نحتفي به.

فالمؤسسات التعليمية والإعلام والثقافة موعودة بأن تبرز دور هذا المشروع الوطني الجميل، وذلك من خلال نشر الوعي بثقافة الاحتفاء بهذه المناسبة، وتسليط الضوء على مفاصل إنسانية مهمة في بناء الوطن، وتعب الآباء والأجداد في تأسيسه والعمل على انطلاقه، ولا شك أن مرحلة الطفولة من أهم الخطوات التي يمكن أن نزرع فيها ثقافة الاحتفاء الواعي بهذه المناسبة، من أجل أن تكون منطلقاً لنا نحو التفاؤل والعطاء.. وهذا هو الاستثمار الأمثل الذي ينشده الجميع.

hrbda2000@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب