26-09-2014

دام أمنك يا وطن

في الذكرى الرابعة والثمانين لتأسيس المملكة العربية السعودية والمملكة كلها تحتفل بهذا اليوم شعرا وفنا وفلكلورا ومناشط عديدة في كل ركن فيها.. صغيرها وكبيرها، نساؤها ورجالها، مواطنوها وأحبتها على أرضها وفي كل مكان أجمله دبي التي حملت صور خادم الحرمين أهم مبانيها وعزفت نوافير الماء الشهيرة نشيدها الوطني وأغانيها الوطنية الشهيرة وقد تجمهر الناس حولها في عرس بهيج، تأخذني الذاكرة لمصافحتي الأولى لذكرى هذا الرجل الفذ مؤسسها وموحد البلاد الذي أرخ لليوم الوطني من حصيلة مجد عظيم ورثه لأبنائه وأبناء مملكة كان إمامها فسلطانها ثم مليكها الذي خلدته البطولات والتاريخ المحلي والعالمي.

كانت مادة اللغة الإنجليزية في طفولتي تتحدث عن طفل في العاشرة من العمر ودع دياره ذاهبا إلى الكويت وقد وقف قبل مغادرتها مودعا ومقسما بالوعد أن يعود ليستردها، وما أن اشتد عوده وجمع رجاله حتى تغنى التاريخ بأسطورته، هو الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود طيب الله ثراه.

منذ سنوات أعلن هذا اليوم عطلة رسمية للبلاد فصار اليوم المنتظر لاحتفال المملكة بمنجزها وتاريخ توحيدها، وكأن مليكنا عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- أراد أن يكون هذا اليوم معراجا إلى تاريخ هذه البلاد وإرثها كما انطلاقة لتعزيز الانتماء والإحساس الوطني كما التعبير وبشكل عفوي عن مشاعر الصغير والكبير بهذا اليوم.

تسابقت وسائل الإعلام بتقديم فقراتها عبر ملاحقها الورقية أو فضائياتها الحكومية والخاصة، فقطفنا ثمار جهدها وولجنا إلى مبدعي الوطن عبر اللقاءات التي استضافتهم، ونهلنا من منابع ومشارب متعددة لمؤرخين ورجالات عاصروا أجيالا وكانوا شاهدين على الماضي والحاضر وقد نثروا ما في جعبتهم عبر برامج متعددة، وعرفنا معلومات لم نكن نعرفها واستمتعنا بالرقصات الفلكلورية أبرزها العرضة السعودية التي لطالما شارك بها مليكنا عبدالله في مناسبات كثيرة ومِلء وجهه سعادة الفخر والاعتزاز ومحبة مشاركة الشعب وهذه سنة أبيه الذي كان يحرص عبر البرقيات أن يتراسل مع المناطق المختلفة في المملكة في كل صغيرة وكبيرة ليطمئن على الأحوال وقد ذكر لي أحد المؤرخين على سبيل المثال أن الملك عبدالعزيز كان يحرص على عدم استخدام كلمات تزيد عن الضروري في البرقية، وكان يبرق للمنطقة التي أصابها مطر غزير مثلا أو رياح أضرت بالزرع فيسأل عن المحصول والأحوال ويتابع الرعية بما أوتي من وقت وعناية.

جدير بهذا اليوم أن يحتفل به وكل أطياف المجتمع شاركت بالاحتفال والفرحة، الطلاب في مدارسهم والنساء في مقر عملهم ومنازلهم، والشباب بأشكال مختلفة وفعاليات نظمتها جهات متعددة وعت والتفتت لضرورة هذه الفعاليات.

سارعي للمجد والعلياء.. مجدي لخالق السماء

وارفع الخفاق أخضر.. يحمل النور المسطر

رددي الله أكبر... يا موطني

موطني قد عشت فخر المسلمين

عاش المليك.. للعلم والوطن

هذا هو نشيدنا ومن منا لا تنساب روحه رقراقة مع ألحان هذا النشيد الوطني حتى تكاد تذوب في روعة ورهبة كلماته التي نقشت على جدران القلب ونبضت مع خفقانه، من منا لم تدمع عيناه وهو يردد دستور وطن وانتماء.

فطوبى للأولين والآخرين والحاضرين الذين التحموا بهذا الوطن وعشقوه حتى العظم، أرض النور، فوق هام السحب حملته أمجاده.

لك المحبة والمجد والخلود المملكة العربية السعودية وكوني فوق عالي السحب عالية غالية عزيزة، ووسط كل الصراعات والثورات أعزك الله يا وطننا بالأمن والاستقرار وولاء أهلك الكرام وانتماء شبابك الأبطال.

maysoonabubaker@yahoo.com

Mayabubaker@ تويتر

مقالات أخرى للكاتب