27-09-2014

شجاعة الطيار السعودي

عندما تقدم قادة من الطيارين السعوديين على ضرب قوات داعش في قواعدها في سورية، كانت شجاعة الجيش والطيران السعودي الذي كان يواجه دفاعات داعش والنظام السوري والقوى الداعمة له من المليشيات التي تحارب معه والدول المساندة له عسكرياً مثل إيران وروسيا، كانت شجاعة الطيار السعودي تنبع من ما يحمله من دفاعه عن عقيدته وحبه لوطنه وقيادته، شجاعة أخرى متفوقة أظهرها الطيار السعودي من خلال تماسكه وثقته بالله ثم بدولته بعد الضربة، عندما أظهرت وسائل الإعلام صور الطيارين السعوديين بكامل زيهم ورتبهم العسكرية، وهم إلى جوار طائراتهم التي نفذت المهمة بكامل أسمائهم وهويتهم ومن ضمنهم الطيار الأمير خالد بن سلمان أبن ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز, دون خوف من أي تهديد قد يلجأ إليه إعلام داعش في تهديد المشاركين بالحرب كما يدّعي, فكانت شجاعة وبسالة للطيار والجندي السعودي تضاف إلى سجله.

عاش وعُرف الجندي والمواطن السعودي إجمالاً كلٌّ في مجاله، عاش التهديد المعادي منذ احتلال الكويت وحرب التحرير عام 1991م، وازدادت شراسة التهديد والتخويف والضغط على العاملين في القطاعات العسكرية والأمنية والدبلوماسية والإعلامية، أبان المواجهة مع تنظيم القاعدة عام 2001م وما تلاها عام 2003م أثناء حرب العراق, عندما وجّه تنظيم القاعدة والمساندون له أحقادهم وما يحملونه من البغض والضغينة على المملكة، حيث قاموا بالتفجيرات في الأماكن العامة واستهداف المجمعات السكنية والمنشآت الاقتصادية، وفي هذا الإطار تصدى لهم الأمن السعودي والمواطن في جميع المواقع دون التخفي بل بالصور الشخصية والأسماء الصريحة مفتخرين وهم يدافعون عن وطنهم , تماماً كما أظهرته وسائل الإعلام المحلية والعالمية يوم الأربعاء الماضي صور الطيارين السعوديين، بعد أن نفّذوا طلعاتهم وضربوا قواعد داعش في الأراضي السورية يتقدمهم ابن ولي العهد السعودي.

بشهادة وسائل الإعلام العالمية وحتى الأمريكية، أن إعلام القاعدة، أثناء الحرب ضد التحالف الدولي، كان قوياً ومهنياً، ورغم ذلك فشل في التأثير على الرأي العام السعودي، وإعلام داعش والمتعاطفين معه يحاول التأثير على الرأي العام السعودي والعربي، بعد الضربة الناجحة التي نفّذت بأنّ القتلى من المدنيين والعزل, وهذه أساليب غير مجدية في مجتمع مثل السعودية مجتمع متماسك اكتشف حقيقة داعش التي تحارب لصالح قوى خارجية، وتخدم أجندة تهدف إلى خلق الفوضى ونشر ثقافة النحر وتشريد المجتمعات، والعودة إلى زمن السبي وجز رؤوس العزل بلا اكتراث لأي شعور إنساني، أمام الكاميرات وعدسات التصوير بكل سادية من أجل إرهاب المجتمعات والدول, لذا فالرأي العام لا يستجيب لمثل هذه الادعاءات.

مقالات أخرى للكاتب