27-09-2014

إرهاب من نوع آخر

إن ضحايا الحوادث المرورية في المملكة العربية السعودية تعتبر هاجساً يقلق مضاجع البيت السعودي لأنه بمثابة إرهاب من نوع آخر، إرهاب السيارات، فالموضوع أخطر بكثير جداً مما نتصور، فعلى سبيل المقارنة: نجد أن ضحايا حرب عاصفة الصحراء قد وصل إلى 5200 شخص، وفي عام 2011 وصل عدد ضحايا العمليات الإرهابية في العراق 4255 شخصا. بينما في عام 2011 بلغ عدد ضحايا المرور في السعودية أكثر من 7200 شخص، أي بمعدل 20 حالة وفاة يومياً، أو حالة وفاة كل خمسين دقيقة.

ومن المؤسف جداً أن هذا المعدل المفجع في تزايد مطرد؛ ففي عام 2001 كان عدد ضحايا الحوادث المرورية 4100 شخص، والمتوقع أن يصل في عام 2019 إلى أكثر من 9600 شخص. لماذا نسبة الحوادث المرورية في السعودية متجه إلى الأسوأ؟ بينما في دولة مثل بريطانيا، استطاعت أن تقلل من عدد ضحايا الحوادث المرورية بتطبيق خطة منهجية مدروسة، كما استطاعت دولة الدانمرك أن تصل إلى الهدف المرسوم بتقليل ضحايا الحوادث قبل نهاية الخطة المقترحة بست سنوات. ولكي نتخيل حجم المشكلة المرورية في السعودية، نعود إلى الوراء عشرين سنة ونجري مقارنة على ضوء الإحصاءات التالية:

ومن الواضح أن الحروب المذكورة وقعت في أماكن مختلفة من العالم والحرب تقع بين طرفين، أي أن عدد ضحايا الحروب التي وقعت كانت بين اثنتي عشرة دولة، وذلك أقل من ضحايا الحوادث المرورية التي وقعت في السعودية منفردة، فضلاً عن الخسائر المالية والإصابات الجسدية التي تصل إلى حد العاهات المستديمة أو العجز الكلي، التي يوضحها الجدول التالي:

إن الطريقة العالمية التي تحسب فيها نسبة الحوادث في أي دولة يتم على أساس عدد الوفيات من كل 100000 شخص، وعند تطبيق هذه القاعدة نجد أن السعودية تحصل على المركز الأول في مجال الحوادث المرورية. لأن جزءاً كبيراً من هذه الخسائر يُصرف في الجهود الطبية، وذلك سبب من أسباب أزمة الأسرة في المستشفيات، لأنه من كل مئة سرير، يخصص ثلاثون منها لإصابات الحوادث المرورية، وهذا ليس مستغرباً، لأنه تحدث إصابة أو إعاقة مرورية كل 17 دقيقة، وحادث مروري كل دقيقتين، وأعنف الحوادث وأكثرها في الخسائر والإصابات والوفيات تقع غالباً في المناطق التي تكون فيها السرعة القصوى في حدود 60-70 كلم، وليس على الطرق السريعة كما يتخيل البعض، فغالبية الحوادث تقع داخل المدن بنسبة 72 في المائة. والسرعة الزائدة هي المسؤول الأول عن 65 في المائة من الحوادث.

المصدر: مركز التطوير المهني (أرامكو)

الخلاصة:

إن حل مشكلة الحوادث المرورية يتطلب خطة منهجية مدروسة في مشروع وطني يتكاتف فيه المواطنون مع المسؤولين حفظاً للأموال والأرواح.

khalid.alheji@gmail.com

Twitter@khalialheji

 

مقالات أخرى للكاتب