29-09-2014

وطني.. لا أحد يوقف جزره أو يحد مده!

إهداء إلى وطني في يوم توحيده هو الوطن متوهجا مثل رعشات الفجر، متوغلا بالبياض، موغلاً بالبرق والريح والمطر، في يومه الوطني سأمنحه كعادتي زهرة قرنفل وياسمينة وسنبلة، وأوقد له شمعة، وابتهج به كثيراً، سأفتح له حنجرتي، سأجيئه بالكتابة والشعر والاشتعال والغيوم الماطرة، والورد والحمام واليمام، سأركض إليه كالغزال في البراري، أبحث معه عن عشبه خلود، سأضفر جدائله ضفيرة ضفيرة، وأجمع لك ضياء القمر خيطاً خيطاً، أدثره بأغطية العطر، وأزمله بالبهاء، حتما سأوقد له سراجا للفرح، وقنديلا للبهجة، وأتسامر معه بدون إحباط ولا قهر ولا يأس ولا اهتزاز، سأهش على فراشة قلبه الحالم لأتسابق معه نحو الشمس بين حقوله اليانعة، سأذهب معه حتى نهاية المطافات، يدي اليمنى معه على أول الحلم، ويدي اليسرى معه على آخره، سأرسم معه الأمنيات الكبار، سأصبغها له بالألوان اليانعة، أزهو به، وأرمي عليه الآتي بالقادمات العذاب، أقطف له وردة يانعة ناضجة، وأمنحها له، ابتهاجاً بيومه الرفيف المتمادي بالبياض وبالطهر والسحر وبالنقاء، سأرسم معه وجه النهار، وسحر المساء، سأمنحه الخطوة، والعشق، والماء، واللغة، والمجازات كلها، سأكتبه في المدى، قصيدة، ونثراً، وابتغاء، أجمع له الألوان كلها، وأزخرف وجنتيه بها، أرسمه بين السطور بسمة بسمة، وشعاعاً يخترق الضباب، نجماً، ونهراً، وانعكاس ضوء، جسراً من الفراشات أرسمه، قنديلاً ونخلاً، وحلماً، وأفضلية عالية، نجم تلألأ، هو دفتري، وبحري، وبيدي، وشجني، حرفه في حبري يطير، أستحضره غيثاً ونهراً وتلاً وبوحاً وضوءاً، أستحضره مدن ثخنتها أساطير الهيام، ويسبح في راحتيه الكلام، حتى ترابه خلق من شذا الكبرياء، يتماوج الربيع فيه لكي يشب في مفاصله الحياة، هو الوطن شامخ في مرسى الرجال، يسقينا الزهو في راحة الكف، والفرح يلبسنا كقمصان سحاب، مطوق أنا باسمه، يحاصرني كالأنفاس، أنا أهوى وطني، كما أهوى خطوط الماء، فهو داري، وحروفي، وأوراقي، هو صيفي، وبردي، وحلم على جفني يغفو، ثم يصحو، أنا له مثل مجرى ماء، أن شح عليه الماء دهراً، أو جفاه السيل في عز الظهيرة، هو وطني له اسم، وكيان، وهوية، أي وطن هو وطني، يكتسي الأفق به ويحلو، ولا أحد يوقف جزره، أو يحد مده.

ramadanalanezi@hotmail.com

ramadanjready @

مقالات أخرى للكاتب