30-09-2014

متى الخلاص والإخلاص..؟!

من يتفكر فيما حققه علماء الهند بدخولهم مدار الكوكب الأحمر «المريخ» في مدة اختصرت طول التي سبقتها، وبتكلفة أقل ممن سبقها.., ويقارنون بين الذين يزجون البشر الأبرياء في مدارات براكين نواياهم، وأفعالهم الحارقة سيؤكدون أن النوايا مطايا, وأن الاحتكام في صلاح الدول ليس بمالها.., وعتادها.., وإنما بعقولها,.. وليس في مطامح الجلوس على مقاعد الحكم، وتسلم أزمة القيادة، والعبث بهما بمصائر الشعوب كالذي في سورية واليمن وقبلا مصر وليبيا و..و، وإنما بتفعيل طاقات العقل، والعمل على تطوير مسارات البشرية نحو صنع البهجة بمنجز أيا كان..,

فالهند بتواضع إمكاناتها عملت بصمت حتى تمكنت من التقدم بمنجز ما كان متوقعا منها, جعلها في مصاف التنافس العالمي الفضائي الأدق, والأهم.., ولسوف تحقق منه نتائج.., وتمضي في المسار لتتفوق يوما, وتتخطى الدول الغنية التي تتبهرج بلمعة القشر, وتجافي قيمة اللب..

فالعمل بثقة نحو ابتكار ما يضيء، وينير, ويفيد, ويضيف «لسمعة» الأوطان، وتاريخ الدول ما يبقى, ليس كالعمل من أجل نوال أبعاد فكر مارق.., بتطرف فائق.., وجبروت لا يبقي على شجر, ولا يرعى بشرا بات متفشيا في الجوار..!

إن المقارنة بين مصانع، ومعامل، ومختبرات، ومراكز تدأب فها العقول, وترصد لها الأموال بتكريس الوقت، والجهد للإنجاز مهما شحت من حولها الموارد, والروافد, وبين ثكنات, وجبهات، ومخططات تنتهي نتيجتها بهذه الفوضى العارمة التي خلطت، وشوهت الحقائق, بل مست في سفور العقائد, واختبأت حول شعارات، وأساءت إلى أكمل دين وهو الإسلام، وإلى أنصع تاريخ لدولته، وإلى أقدس العلاقات وهي علاقة المخلوق بخالقه..

مقارنة فاضحة كاشفة لحقيقة أن ما يحدث في دول الجوار إنما هو ضعف لحق بالإنسان فيها بجهله لربه، وببعده عن معرفته, وبالتالي غوايته بين الشك واليقين, وبين الصحيح والخطأ, وبين القيمي والزائف.., فلم يحقق في دروب الدنيا منجزا يحييه.., ولا في دروب ربه طاعة تغنيه..

لذا ذهب أولئك كالهنود يتفوقون, ويعملون للبشرية.., وذهب هؤلاء المتجبرون في دول الجوار يتخبطون بلا هدى لا إلى دنيا عامرة, ولا إلى نهاية باقية..!!

فاللهم اهد قلوب خلقك من المسلمين.. وارزقهم بصائر نافعة, وعلّمهم ما لم يعلموه عن حقائقهم على الأرض.., وأعز المسلمين منهم بحجة الحكمة، وسلطان المعرفة..

وثبّت الإسلام عزيزاً منزها عما لحقه من ظلم كثير ممن يدعونه.. وزدهم علما يقيهم نار جهلهم.., وينير لهم مسالك الصلاح في الأولى والآخرة.. ليشغلوا بإنجاز ناجع, وعمل باق.., ويتخلصوا من براثن الذي يعيشون، ويخلصوا لما ينتمون إليه من عروبة, ودين.

آمين.

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب