01-10-2014

الاستهلاك المتزايد صاروخيًّا!!

في أوائل عصر الرخاء الذي أعقب الحرب العالمية الثانية، ادَّعى فيكتور ليبو أن مجتمعنا المنتج إنتاجًا هائلاً يتطلب أن نجعل من الاستهلاك أسلوبَ حياتنا، وأن نحوِّل الشراء واستعمال السلع إلى طقوس، وأن ننشِّط رضانا الروحي، رضانا الأناني في الاستهلاك، نحن نحتاج الأشياء لنستهلكها ونحرقها ونبليها ونستبدلها، وننبذها، بمعدَّل يتزايد دائمًا، ولقد استجاب الأمريكيون وغيرهم لنداء ليبو.

لقد أصبح الاستهلاك دعامة مركزية للحياة في الدول الصناعية، وهو كامن أبدًا في القيم الاجتماعية وتوضِّح استطلاعات الرأي في أكبر اقتصاديَن في العالم اليابان والولايات المتحدة أن تعريفات المستهلك للنجاح قد أصبحت هي السائدة على نحو متزايد باطراد.

والاستهلاك المفرط للعالم مشكلة بيئة لا يضارعها في التأثير والشدَّة أيُّ شيء فيما عدا النمو السكاني فالاستغلال السيئ للموارد يهدِّد باستنفاذ أو تشويه لا مفرَّ منه للغابات والتربة والماء والهواء والطقس ومن المتناقضات، أو الاستهلاك العالمي قد يكون نعمة، وكذلك نقمة في الوقت نفسه.

وعلى ذلك، فإن الكثيرين في الدول الصناعية لديهم إحساس بأن عالم الوفرة الذي يعيشون فيه أجوف، وأنهم قد خدعوا بالمظهر الكاذب لثقافة استهلاكية، وأنهم يحاولون بلا جدوى إرضاء كل ما هو في جوهره اجتماعي بأشياء مادية.

zrommany3@gmail.com

- المستشار وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

مقالات أخرى للكاتب