02-10-2014

السعودية تحارب

في كل مجتمع هناك مجموعات لديها نظرة متطرفة لمختلف القضايا والشؤون، وتختلف هذه القضايا وتلك النظرة باختلاف المرجعية الفكرية والايدلوجية لهذه المجموعات، واختلافات أخرى كثيرة، لكن التطرف هو التطرف، الهندوسي المتطرف يشبه اليهودي المتطرف ولا يختلفون عن المسلم المتطرف والمسيحي المتطرف وحتى أصحاب الأفكار والأيدلوجيات والمنتمين للأحزاب التي تتشدد وتتطرف وربما تمارس عنصرية،

ومحاولة احتكار لتفكير أفراد المجتمع أو فرض وصاية، وفي الغالب تكون محاولات فاشلة لأن الصوت المرتفع لا يعني أبداً أنه يعبر عن الأكثرية أو الفئة الغالبة.

التطرف بكل أشكاله وألوانه لا يقبله العقل البشري السوي، ولكن هناك من يزينون الفعل الإجرامي الناتج عن التطرف، وذلك بخلق المبررات التي يقنعون بها عقولهم ويريحون بها قلوبهم ولو بشكل مؤقت، منهج التكفير وتكييفاته الفكرية التي صاغها دعاة التنظيمات الإسلامية المتطرفة، أعطى المفجرين والمفخخين وأتباعهم والمتعاطفين معهم ما يريح بشريتهم وانسيانتهم التي تتلبد فوقها الشكوك والعذابات التي لا تنتهي. ولكن تبقى هناك مشكلة أعمق نعاني منها نحن العرب قبل غيرنا، وهي القابلية للتطرف، وهذا يعود للتكوين الفكري والنفسي والاجتماعي للإنسان العربي، وهذا لا يعني أن الأجناس والألوان والمنتمين لأقاليم أخرى معافون تماماً أو محصنين من الإصابة بالتطرف.

أقول هذا ونحن نعيش أجواء الحرب على التطرف، واعتقد أنها تسمية أفضل من أن نخصص التسمية ونحصرها في تنظيم «داعش» الارهابي، والحرب ليست في الضربات الجوية، فالحرب يجب أن تكون أكثر شدة وتأثيراً من خلال ما نكتبه ونقدمه لأجيال سابقة ولاحقة منها من تطرف وتشدد وتفرعن وهناك ربما من ينتظر على قائمة الإغواء والتغرير، نحن في السعودية ربما الأكثر جدية في الحرب على الإرهاب، ورغم ذلك قضينا على الإرهابيين في فترة إما بنصحهم أو بمواجهتهم، ولكننا فوجئنا بأن المفرخة مستمرة ما يعني أن الإرهاب باقٍ، ويجب أن يكون الإصرار الدولي أبقى، وهذا ما دعا إليه الملك عبدالله ابن عبدالعزيز، الذي يقود حرباً ضروساً على أعداء الإنسانية، وجعل الغرب يعلمون حقيقة منطقة تخبطوا في التعامل معها مؤخراً، نحن في السعودية الأكثر معرفة بشؤون المنطقة، ونحن الصديق الأمين لمن يحترم الصداقة والتعاون،، والإرهاب الذي تدك طائراتنا حصونه ومواقعه نعتبر محاربته جهادًا ودفاعًا وإيمانًا عميقًا بأن واجبنا هو حماية الدين من أعدائه الحقيقيين،، ها هو سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد ووزير الدفاع يدفع بنجله النقيب طيار خالد ليكون ضمن الطيارين السعوديين، ومعه مجموعة من الأمراء الطيارين والطيارين المواطنين دون تفريق أو تمييز، وهذا يعطي صورة لجدية لا يستوعبها الظلاميون في الداخل والخارج،، دواعشنا عليهم أن يعرفوا جيداً بأن الشعارات انتهت، وحياة الإسلام لا تعني الموت لأمريكا!! ومن الحوثية إلى الجعفرية المتطرفة والسنة المتطرفين كلهم يشتركون في الكذب والتغرير والتجهيل، وإذا لم تكن معهم فأنت مناصر بحسب زعمهم لمن يسمونهم بالكفار!! نعم.. مسيحي معتدل أقرب إلى المسلم المعتدل من تكفيري تفجيري يسمي نفسه بالمسلم.

Towa55@hotmail.com

@altowayan

مقالات أخرى للكاتب